لم يتوقف الحديث فى الأيام القليلة الماضية عن الـ 10 آلاف جمل التى تفكر أستراليا فى قتلها بسبب شربها لكثير من الماء، وقد أثار ذلك غضب الكثير من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعى لسببين، الأول استغراب قتل الحيوان، والثانى لأن الجمل له مكانة مهم فى الثقافة العربية.. حتى أن البعض قدسوه.
فى الكتاب المقدس
ورد ذكر الإبل فى الكتاب المقدس، حيث إن ملكة سبأ التى أتت سليمان عليه السلام فى موكب عظيم جدا بجمال محملة أطياب وذهباً وحجارة كريمة.
كما ورد أيضا أن البدو بصورة عامة يحملون على أكتاف الحمير ثروتهم وعلى أسنمة الجمال كنوزهم. وجاء فى إنجيل متى (أن مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غنى ملكوت الله)، وذلك لأن الأغنياء -وهم من أفسد فى الأرض وشاع فيها الظلم والعداوة- يستحيل عليهم دخول الجنة- ملكوت الله- كاستحالة مرور الجمل من ثقب الإبرة.
فى الجاهلية
عرف العرب "الجمل الأسود" الذى كانت تعبده جماعة من طىء ومنهم زيد الخيل الذى "سمّى كذلك لكثرة خيله" وغير الرسول اسمه لزيد الخير، ولهم قال الرسول "إنى خير لكم من العزى، ومما حازت مناع من كل ضار غير نفَّاع، ومن الجمل الأسود الذى تعبدونه من دون الله عز وجل".
الجمل يشتكى إلى النبى
عن عبد الله بن جعفر رضى الله عنه قال: "أردفنى (حملني) رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه، فأسر إلى حديثاً لا أخبر به أحداً أبدا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب ما استتر به فى حاجته هدف أو حائش نخل (مجموعة)، فدخل يوما حائطاً (بستانا) من حيطان الأنصار، فإذا جمل قد أتاه فجرجر وذرفت عيناه، قال بَهْز وعفان: فلما رأى النبى صلى الله عليه وسلم حَنَّ وذرفت عيناه، فمسح رسول الله لى الله عليه وسلم سَرَاته وذِفْراه (ظهره وأذنيه) فسكن، فقال: من صاحب الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال: هو لى يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: أما تتقى الله فى هذه البهيمة التى ملككها الله، إنه شكا إلىَّ أنك تجيعه وتدئبه (تتعبه)" رواه أبو داود وصححه الألباني.