تشهد أستراليا هذه الأيام واحد من أكبر الكوارث التى مرت بها، فقد اشتعلت النار فى غاباتها بسبب ارتفاع درجة الحرارة والجفاف، وراحت تهدد كل شيء الإنسان والمعمار، ونحن لا نملك سوى الحديث عن هذه البلدان خاصة فى سنوات قديمة ومن ذلك كا كتبه محمد ثابت عن هذه البلدان فى سنة 1936 عن رحلة قام بها وكتب عنها فى كتابه "جولة في ربوع أستراليا: بين مصر وهونولولو".
يقول محمد ثابت فى الكتاب "شاءت المقادير أن أحقق هذا العام أمنية طالما جالت بخاطرى فحسبتها خيالًا، هي أن أقوم بجولة حول الكرة الأرضية عابرًا المحيطات الثلاثة الكبرى، الهندي والهادي والأطلنطي، متجولًا فيما أحاط بالمحيط الأعظم من قارات وجزائر، ما خلا شواطئ آسيا التي طفنا بها في عام فائت.
ولقد تبين لي بعدما حَللتُها أنَّا لا نعرف عن حقيقة الحياة فيها إلا القليل؛ لبُعْد الشُّقَّة بيننا وبينها، جُبْتُ كثيرًا من بقاع أستراليا وزيلندة وجزائر المحيط الهادي وأمريكا الشمالية، فألفيت الحياة فيها متقاربة متشابهة، وتُغاير كل المغايرة ما رأيته في بلاد أوروبا وآسيا وأفريقية، وهي في جملتها تتخذ الولايات المتحدة مثلًا تحتذيه وتقفو على آثاره، فسُنَّة التطور فيها تسير بخطًى جبارة؛ حتى فاق العمران هناك سائر البلاد، واستحقَّت تلك الجهات أن تُسمَّى بالدنيا الجديدة".
ذهب محمد ثابت إلى كثير من الدول منها أستراليا وذلك عن طريق رحلة طويلة فى البحر ركب خلالها السفينة التي مرت من قناة السويس وظل قرابة 20 يوما فى الطريق، وعندما وصل وجد بلدا متحضرا وأناسا مهذبون وشاهد الغابات واستوقفته شجرة كاري يصل طولها إلى نحو 278 قدما وقطرها متران ونصف تمتاز بمتامة الخشب وطول كتلته ولا يكاد يفرق عن خشب الجارا إلا إذا أحرق لأنه يتفحم ويسود أما الكاري فيخلف رمادا أبيض وكلاهما يقاوم الاحتراق طويلا أما خشب الكافور فشديد المقاومة خصوصا للآفات لأن رائحته تطرد كل الآفات إلا أنه لا يستخدم فى الآثاروالأبنية بسبب رائحته.