قالت صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، إن السلطان قابوس بن سعيد، الذي رحل عن عالمنا، صباح اليوم السبت، حول سلطنة عمان، على مدار ما يقرب من خمسة عقود في السلطة، من جيب معزول إلى دولة متقدمة تشتهر بدور وساطة هادئ، بين الأعداء حول العالم.
وأعلنت وكالة الأنباء العمانية الرسمية وفاة السلطان قابوس الذي كان يتلقى علاجا من مرض السرطان منذ عام 2014. وتقول الصحيفة الأمريكية إن قابوس استغل الثروة النفطية لنقل بلاده من الفقر نحو التطور، مما جعله شخص مؤثر للغاية في الداخل. وعلى الصعيد الدولي، استخدم موقع عُمان في منطقة مضطربة، بجوار أحد أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم، ليصبح لاعبًا دبلوماسيًا سريًا ولكنه ضروريا.
ففي منطقة تعج بالطائفية والانقسامات السياسية والتدخل الأجنبي، دافع قابوس، صاحب الصوت الهادئ عن سياسة خارجية تتمثل في الاستقلال وعدم الانحياز. وأصبح قائدًا نادرًا حافظ على صلاته بمجموعة واسعة من القوى التي تكره بعضها البعض، بما في ذلك إيران وإسرائيل والولايات المتحدة.
وقد أعطى ذلك عُمان دورًا مشابهًا لسويسرا في الشرق الأوسط، حيث يمكن للخصوم الذين يقاتلون بعضهم البعض في أماكن أخرى الالتقاء في سلطنه عمان لإجراء محادثات هادئة. وفي عام 2011، تدخل السلطان الراحل لتحرير ثلاثة أمريكيين الذين سجنوا في إيران بتهمة التجسس. بعد بضع سنوات، جمع بين الخصمين مرة أخرى من خلال استضافة محادثات سرية بين إيران وإدارة الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما التي مهدت الطريق لاتفاق دولي بشأن البرنامج النووي الإيراني.