يجب علينا إعادة اكتشاف جمال حمدان، الذي يحتفل معرض القاهرة الدولى للكتاب به فى دورته الـ 51 والتى تنطلق فعالياته يوم 22 من الشهر الجاري، و"حمدان" واحد من أساطين الفكر المصرى الذى سعى لتأمل الماضي والحاضر والجغرافيا من خلال عدد مهم من الكتب منها "نحن.. وأبعادنا الأربعة".
وفى الكتاب يرى جمال حمدان أن لمصر انتماء واحد هو الانتماء العربي، وفى الوقت نفسه لنا دوائر علاقات أربعة، هي الدائرة الآسيوية وتمثل البعد المحوري لمصر والعلاقة بينهما قائمة على فكرة الأخذ والعطاء عبر التاريخ ولم تنقطع أبدا، أما الدائرة الأفريقية: فيجب أن نفهم علاقتنا فيها بشكل جيد، يجب أن تكون علاقتنا وثيقة في الاقتصاد والتجارة والتبادل، وفي التعاون على المستوى الدولي، لكن جمال حمدان يرى أن أبعد من ذلك لا يجدي، والدائرة النيلية، وهي علاقة من طرف واحد وفي اتجاه واحد، إيجابا في الشمال، وسلبا في الجنوب، ثم تأتي الدائرة المتوسطية وهي مهمة بشكل كبير.
ويرى جمال حمدان فى الكتاب وجوب التمييز بين دوائر الانتماء ودوائر العلاقات، والعروبة وحدها هي دائرة الانتماء وكل ما عداها دوائر علاقات، والتاريخ يثبت أن النشاط التاريخي لمصر كان لا يخرج عن منطقة الهلال الخصيب، ولم يكن يصل إلى العراق أو فارس، في حين أن بعض القوى الآتية منهما قد وصلت إلى مصر، وهذا سببه أن مصر منشغلة أيضًا ببعدها الأفريقي الذي يشدها جنوبًا حينما تتمادى في الذهاب شمالًا.
وفي البعد الآسيوي، ارتبطت مصر مع قطاعه الشمالي أكثر من قطاعه الجنوبي، بسبب التباين في الهيكل الإنتاجي بين حوض النيل والهلال الخصيب، وأخرج البترول الجزيرة العربية من عزلتها، في حين أخرجت قضية فلسطين مصر من عزلتها الى فرضها عليها الاستعمار.
مصر من أهم البلاد التي لعبت دورًا عبر التاريخ بالبحر الأحمر إلى الحد الذي يمكن نوعًا ما أن يطلق عليه بحرًا مصريًا، وأن تسميته ببعض الخرائط الإغريقية بالبحر الإريتري ليس دقيقًا، وإنما أطلق عليه إبن جبير "البحر الفرعوني" في حين أطلق عليه ابن خلدون "بحر السويس"، وأحيانًا كان يسمى بـ "بحر القلزم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة