بدأت وزارة السياحة والآثار، أعمال حفائر الإنقاذ لموقع أثرى، به بقايا حصن عسكرى وخزانات مياه، تم العثور عليه أثناء أعمال مشروع البنية التحتية بالمنطقة الصناعية الجديدة بمنطقة شرق التفريعة، التابعة لمنطقة أثار شمال سيناء، حيث أوضح الدكتور أيمن عشماوى رئيس قطاع الآثار المصرية بالوزارة، أن الموقع كان مختبئا داخل منطقة طينية مغطاه بالملاحات مما كان يصعب الوصول اليه من قبل.
ولفت عشماوى، إلى أنه أثناء أعمال مشروع البنية التحتية وشبكة الطرق بالمنطقة الصناعية، تم الكشف عن الموقع الأثرى، وبالتنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، تم وقف أعمال التجهيز والإنشاء بالمنطقة المحيطه به، وتحديد مسار جديد للعمل بعيدا عن نطاق الموقع الأثرى الجديد.
وأشارت الدكتورة نادية خضر رئيس الإدارة المركزية لآثار وجه بحرى، إلى أنه خلال أعمال حفائر الإنقاذ تم الكشف عن مجموعة مترابطة ومتداخلة من خزانات المياه التى تم تشييدها من الطوب الأحمر، ومغطاه جدرانها بطبقة من الملاط ذات تقسيمات وأبعاد وطرز معمارية مختلفة تجمعت فى مكان واحد، ربما كانت تمثل محطة مياه تغزى التجمعات السكنية المنتشرة بالمنطقة، بالإضافة إلى تزويد القوافل والسفن بالمياه لقرب الموقع من ساحل البحر المتوسط خلال فترة ازدهاره، وذلك بسبب انحسار وإطماء فرع النيل البيلوزى خلال تلك الحقبة التاريخية، مما استدعى تخزين المياه وقت الفيضان واعادة توزيعها.
وأضافت الدكتورة نادية: الدراسات المبدئية للموقع أوضحت أن الموقع كان عبارة عن قلعة عسكرية تم تشييدها من الطوب الأحمر لحماية المدخل الشرقى لمصر خلال نهاية العصر الرومانى، واستمر استخدامها خلال العصر الإسلامى ثم أعيد استخدام المساحة الداخلية للقلعة و تشيد مجموعات من خزانات المياه.
بدوره، أشار هشام حسين مدير عام آثار شمال سيناء، إلى أن البعثة تمكنت من الكشف عن برج الركن الجنوبى الغربى للقلعة، وهو برج دائرى الشكل، بالإضافة إلى برجين من أبراج الضلع الشرقى للقلعة، والتى شيدت على شكل حرف U، لافتا إلى أنه من الملاحظ تشابه تخطيط القلعة المكتشفة مع تخطيط قلعة بلوزيوم، بالإضافة إلى العثور على العديد من الكسرات الفخارية التى تشير الدراسة المبدئية لها أن الموقع يرجع إلى نهاية العصر الرومانى، واستمر العمل به خلال العصر البيزنطى والإسلامى، وهذا ما أكده تتابع الطبقات الأثرية المكتشفة .