يبدو أن حلم إيمانويل ماكرون بإضافة لمسة معاصرة إلى السقف المستدرج بكاتدرائية نوتردام لن يتحقق، بعدما أعلن أحد المهندسين المعماريين البارزين في فرنسا، إريك ويرث، نائب رئيس نقابة المهندسين الفرنسيين، أن السقف أعيد بناؤه بالكامل باستخدام نفس الخشب المستخدم فى بنائه الأصلى، بعد أن أعلنأنه سيكون من الخطأ الجسيم إعادة البناء السقف بأي شيء سوى الخشب نفسه المستخدمة في بنائه الأصلى.
وجادل "ويرث" بقوة أن الخشب بدلاً من الخرسانة أو المواد أو المواد الأخرى التي تم اقتراحها سيكون أكثر المواد البيئية والسليمة هيكلًا، وذلك خلال جلسة استماع في الجمعية الوطنية هذا الأسبوع.
وأضاف: "إن أحدث المواد، وأكثرها بيئية اليوم، هو الخشب، إنه الوحيد الذي يحبس الكربون"، كما أشار إلى مقاومته الطبيعية للحرائق، وقال "إذا كان الهيكل مصنوعًا من الفولاذ، فلن تكون هناك كاتدرائية يمكن الحديث عنها اليوم" وتابع: " في النار يثبت الحديد لمدة نصف ساعة وساعة، ثم يتلوى، يسحب على الجدران وينهار كل شيء".
فى أعقاب الحريق الذي اندلع في شهر أبريل من عام 2019 والذي أدى إلى حرق سطح الكاتدرائية، تخيل المهندسون المعماريون في جميع أنحاء العالم استبداله بكل شيء من الزجاج المعشق إلى حديقة عامة - وهي أفكار وضعها إلى حد كبير قرار من مجلس الشيوخ الفرنسي في مايو.
ونفى الجنرال جان لوي جورجيلين، الذي يشرف على إعادة إعمار نوتردام، الادعاءات بأن خشب البلوط قد تم اختياره بالفعل لإعادة الإطار.
وقال في الجمعية "ستكون هناك دراسة وفحص جميع الخيارات الممكنة"، وحذر من أنه سوف يحقق في أي "ضغط" من قبل صناعة الأخشاب، ورفض ويرث ادعاءات ممارسة الضغط، قائلاً "الأموال موجودة"، وعلى الرغم من أن الدقة في المواد التي تعود إلى قرون قد تشكل مفاجأة، إلا أن التطبيق العملي هو الذي يغذي وجهة نظره.
حذر "ويرث" أيضًا من الحلول "الرائعة" للمواد الأكثر حداثة مثل المعادن، والتي تم الإشادة بمدى خفة وزنها، وقال "احذروا من الحلول الخاطئة، فهذه الكاتدرائيات تحتفظ بها هيكليا، لأن هناك كتلة على قوس.. إنها تعمل فقط لأنها ثقيلة".
ومع ذلك، هناك العديد من الخطوات المحفوفة بالمخاطر التي يتعين القيام بها قبل أن يصبح إنشاء السقف الجديد قابلاً للتطبيق، وهي يجب إنزال الهياكل الخشبية المتفحمة التي لا تزال موجودة في الكنيسة.
وقال جورجيلين لصحيفة "سي نيوز" الفرنسية "هناك خطوة مهمة للغاية، وهي إزالة السقالات التي بنيت حول المستدقة"، مضيفًا أن "الكاتدرائية لا تزال في حالة خطر" وعرضة للانهيار.
كما تم طرح تعهد ماكرون بإعادة بناء نوتردام في غضون خمس سنوات في الجمعية عندما أشار ويرث إلى أنه على الرغم من وجود جميع الصور الفوتوغرافية والكمبيوتر والسجلات الرقمية الجاهزة لإعادة بناء الكاتدرائية بشكل مماثل، فإن النهج الأفضل قد يستغرق سنوات لصياغته.