مدينة مصراتة الليبية، تعد ثالث أكبر مدينة بعد طرابلس وبنى غازى، ولكن تكتسب أهمية بالغة لعدة أسباب، فجانب موقعها الاستراتيجى، فإنها تتمتع بأهمية اقتصادية كبيرة، ويتركز فيها عدد كبير من رجال الأعمال، كما لعبت دورا بارزا فى الثورة، وإسقاط نظام القذافى.
وتركيبة المدينة السكانية مختلفة عن باقى المدن الليبية، فيقطنها «الكراغلة» وهى قبيلة تتفاخر بأن جذورها تركية، ولها «جمعية» فاعلة بالمدينة، ويرأسها شخص يدعى «زكريا زوبى» والذى أكد أن الكراغلة، يعود نسبهم إلى التركمان، ومن ثم فإن ولاءهم مزدوج، ما بين تركيا وليبيا، وتربط زكريا زوبى، علاقات وثيقة بالنظام التركى.
أيضا، هناك شخصية تلعب نفس الدور، وهو «على محمد البشير حمودة» الذى كان يشغل منصب وزير الأوقاف الليبى، وعضو فى الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، وحاليا يعد أبرز الأذرع المعاونة لتدخل تركيا فى الشأن الليبى، ويقيم فى تركيا، ويتبنى بقوة قضية «الكراغلة» والترويج لفكرة أن تدخل تركيا، بهدف رعاية مصالح هؤلاء أصحاب «العرق» التركى الذين يبلغ عددهم مليون تركى موجودين على الأراضى الليبية!!
وتضم مصراتة أعنف الميليشيات المسلحة، التى قوامها التنظيمات الإرهابية وفى القلب منها، جماعة الإخوان، كما أن أبرز رجال فايز السراج على الإطلاق، فتحى باشاغا، والذى يشغل منصب وزير الداخلية، ينتمى لهذه المدينة، وتضم أبرز الميليشيات المسلحة المدافعة عن طرابلس بقوة، واستطاعت أن تعقد تحالفا مع رجال الأعمال، من الذين تربطهم علاقات وثيقة بالخارج، سواء تركيا أو إيطاليا، وهذا التحالف، قوى كونه مبنيا على المصالح المشتركة.
وبعد سيطرة الجيش الوطنى الليبى على مدينة «سرت» اتجه لتحرير ما حولها، وسيطر على منطقة «الوشكة» ومتجه حاليا إلى مصراتة، وسط حالة من التخبط والانشقاقات داخل صفوف الميليشيات المسلحة، وتبادل اتهامات التخوين فيما بينها، وإذا تمكن الجيش الليبى من تحرير مصراتة، ستكون ضربة قوية ومؤلمة، تمهد الطريق وتُسرع من وتيرة سقوط طرابلس وتحريرها، باعتبار المدينة، حائط الصد القوى للعاصمة..!!
المعلومات الواردة من داخل المدينة، تشير إلى وجود حالة ارتباك شديدة فى صفوف الميليشيات، مع التقدم الملحوظ للجيش، وأن هناك اتصالات ومفاوضات مباشرة وغير مباشرة بين رجال أعمال من مصراتة وممثلين عن الجيش الوطنى بحثا عن ضمانات بعدم الملاحقة مقابل التخلى عن قيادات الميليشيات والتنظيمات الإرهابية.
ويتوقع قيادات الجيش الوطنى أنه فى حالة نجاح اتصالاتهم برجال الأعمال فى مصراتة، وتقديم الضمانات الكافية لهم، بعدم الملاحقة والمحافظة على أموالهم ومشروعاتهم، وفتح صفحة جديدة، شريطة أن يتخلوا عن دعم الميليشيات، فإنها ستكون ضربة موجعة، نظرا للنفوذ والقوة التى يتمتع به رجال الأعمال بالمدينة، ومن ثم فإنهم يستطيعون قلب المعادلة فى المدينة رأسا على عقب. كما تشير المعلومات إلى أن نسبة كبيرة من سكان مصراتة، غاضبون من تصرفات الميليشيات والتنظيمات الإرهابية، وإعلانها النفير العام بشكل دائم، مما يعطل الحياة العامة، بجانب التوسع فى حالات التكفير، وعدم الاهتمام بحل المشاكل الحياتية، ما شكل جبهة معارضة قوية، ارتفع صوتها مح نجاحات الجيش التى يحققها على الأرض حاليا.
والسؤال الذى يطرح نفسه بقوة الآن: هل يستطيع الجيش الوطنى الليبى تحرير مصراتة «أيقونة ثورة فبراير 2011 ضد القذافى ونظامه» وحائط الصد القوى للعاصمة طرابلس؟ وهل يتمكن اللواء خليفة حفتر ورفاقه من فض تحالف المال والسلاح بالمدينة، بتحييد رجال الأعمال وتقديم كل الضمانات لهم، بعدم الملاحقة، أو التضييق عليهم..؟!
المؤشرات تؤكد نجاح الجيش الوطنى فى تحرير مصراتة من بين أنياب الميليشيات والتنظيمات الإرهابية، قريبا، إن لم تتدخل أطراف خارجية لقلب المعادلة العسكرية على الأرض..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة