تجرد أب من جميع المشاعر الإنسانية، وقتل طفله ضرباً بسبب إلحاحه فى طلب شراء الحلوى من الشارع، ليبعث فلذة كبده للقبر بدلاً من السوبر ماركت، وامتلت دموع الندم عيناه على ما اقترف فى حق البراءة.
كواليس الواقعة بدأت فى إحدى مناطق بلبيس فى محافظة الشرقية، حيث يقطن مشرف مدرسة وزوجته وطفله الذى لا يتخطى عامه السادس، حيث طلب الصغير من والده النزول للشارع لشراء الحلوى مثل باقى الأطفال، إلا أن الأب رفض، وعاود الابن الطلب ملحا على والده مرة ثانية وثالثة ورابعة، مما زاد من جنون الأب، فقرر تأديبه على طريقته بـ"علقة موت"، وأمسك بطفله وإنهال عليه ضرباً، حتى ارتطمت رأس الصغير فى الأرض وبدأت الدماء تسيل منه، وتدخلت الأم لإنقاذه من يد والده.
مشهد نزيف الدماء من الطفل كان مخفياً، ومع ذلك أصر الأب على عدم نزول الأم بطفلها للمستشفى لعلاجه، واكتفى بإسعافات أولية بالمنزل، تلك الإسعافات التى لا تغنى ولا تسمن ولا حتى تمنع الألم.
الأب غليظ القلب، ترك ابنه فى هذه الحالة ليتوجه للفراش للنوم، اعتقاداً منه بأنه عندما تعاود أشعة الشمس الشروق فى اليوم التالى سيكون أحسن حالاً، لكن القدر قال كلمته، فقد فاضت روح الطفل لبارئها، صعدت للسماء تلعن البشرية، وتلعن قسوة الآباء.
ارتبك الأب، وتخوفت معه زوجته، وقررا الاثنين دفن الطفل فى هدوء، عن طريق استخراج تصريح دفن بأن الوفاة طبيعية وذلك بعد اللعب على درج المنزل (السلم) حيث اختل توازنه وسقط أرضاً مما أدى لإصابته ووفاته، إلا أن أجهزة الأمن كشفت كذبهما، وضبطت الأب.
انهار الأب معترفاً بجريمته، قائلاً:" مش مصدق انى مش هأشوف ابنى تاني، تتشل ايدى اللى كانت السبب فى موته، يا ريتنى اشتريت له اللى هو عايزه، ندمان ونفسى أخده فى حضنى".
وكان مركز شرطة بلبيس بمديرية أمن الشرقية تلقى بلاغا من أحد الأشخاص يعمل مشرف بإحدى المدارس مقيم بدائرة المركز، بأنه أثناء قيام ابنه "طالب- 6 سنوات" باللعب على درج المسكن اختل توازنه وسقط أرضاً مما أدى لإصابته ووفاته، وبمناظرة الجُثة تبين وجود إصابات عبارة عن "جرح بالرأس وكدمات متفرقة بالوجه وتورم بالعينين"، وبإعادة مناقشة المُبلغ، أكد أنه طلب منه طفله الخروج لشراء بعض الحلوى من أحد المحلات المجاورة لمنزله، إلا أنه رفض وحال إصراره على الخروج تعدى عليه بالضرب فارتطمت رأسه بالأرض مما أدى لحدوث إصابته بجرح بالرأس وقام بإسعافه بالمنزل، وفى صباح اليوم التالى وأثناء محاولة إيقاظه من النوم فوجئ بوفاته، وبسؤال زوجة المُبلغ أيدت ذلك وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة