كان من أهم أحلام المخرج الراحل شادي عبد السلام صاحب فيلم " المومياء " تقديم شخصية " اخناتون " في فيلم سينمائي وبالفعل جهز لذلك الفيلم وكان قد اختار النجم محمد صبحي للقيام بدور البطولة، إلا أنه رحل قبل تنفيذه ولكن المخرج وليد عوني قرر أن يقدم تلك الشخصية العظيمة في التاريخ الفرعوني والذي كان أول من نادي بديانة واحدة لعبادة آتون في عصر الفراعنة .
المخرج وليد عوني يقدم عرضه على المسرح الكبير دار الاوبرا المصرية يومي 29 / 30 يناير الحالي تحت عنوان " إخناتون غبار النور " وهو قراءة جديدة في عالم الروحانيات والمسرح الراقص تكشف عن العديد من المبادئ لدي إخناتون في 24 مشهدا تعبيريا حركيا راقصا .
وليد عوني يقدم اخناتون علي المسرح
يذكر أن الملك إخناتون حاول توحيد آلهة مصر القديمة حيث تعددت الآلهة فيها التي تعبد في مناطقها المختلفة بما فيها الإله الأكبر أمون رع في شكل الإله الواحد آتون ورغم أن هناك شكوكاً في مدى نجاحه في هذا، ونقل العاصمة من طيبة إلي عاصمته الجديدة أخيتاتون بالمنيا، وفيها ظهرالفن الواقعي ولاسيما في النحت والرسم كما في مقبرة رع موسى وظهر أدب جديد يتميز بالأناشيد للإله الجديد آتون، أو ما يعرف حالياً بنظام تل العمارنة.
إخناتون انشغل بفلسفته وإصلاحاته الدينية وانصرف عن السياسة الخارجية وإدارة الإمبراطورية الممتدة حتي أعالي الفرات والنوبة جنوباً، فانفصل الجزء الآسيوي منها. ولما مات خلفه سمنخ كا رع الذي حكم فترة وجيزة حوالي 3 سنوات ، ثم خلف "سمنخ كا رع " أبن اخيه توت عنخ أمون الذي كان صغير السن وارتد عن عقيدة آتون وترك العاصمة أخيتاتون عائداً إلى طيبة (الأقصر اليوم)، وأعلن عودة عقيدة أمون تحت ضغط كهنة أمون الذين كانوا لا يزالون على عقيدة الإله أمون رع، رافضين ما يقدمه لهم إخناتون من فكرة الإله الجديد أتون وتحت تلك الضغوط وبسبب صغر سنه فقد غير اسمه من "توت عنخ أتون" إلى توت عنخ آمون وهدم كهنة طيبة آثار إخناتون ومدينته أخيتاتون ومحوا اسمه من عليها وقاموا بتفكيك معبده الذي اقامه لاتون في طيبة، وهجر الناس عاصمته وقد استمر البحث عن مقبرة الملك إخناتون منذ العثور على أولى مقابر وادي الملوك في القرن الـ19 وفي القرن العشرين دون الوصول إلى نتيجة حاسمة.