"الرجل العنكبوت".. هكذا يطلق على المتسلق الفرنسى آلان روبرت، والذى دائما ما يظهر طائرا، تزامنا مع العديد من الأحداث الاحتجاجية، لإظهار الدعم للمتظاهرين، ليتحول إلى شخصية مثيرة للجدل، ليس بسبب العروض المبهرة، التى يقدمها فى حضور ألاف المشاهدين، وإنما أيضا بسبب التوقيتات التى يختارها للقيام بعروضه، والتى طالما ارتبطت بأحداث سياسية، أبرزها الاحتجاج، سواء فى فرنسا أو غيرها من الدول الأخرى.
ولعل آخر العروض التى قدمها روبرت، كانت صبيحة اليوم الاثنين، حيث ظهر خلال الاحتجاجات التى تشهدها العاصمة الفرنسية باريس، حيث تسلق فوق ناطحة سحاب "توتال"، والتى تقع فى منطقة "لاديفنس" التجارية، والتى تتجاوز الـ48 طابقا، وذلك للإعراب عن دعمه للإضراب، الذى انطلق قبل عدة أسابيع، من قبل العديد من النقابات العمالية، احتجاجا على إصلاح نظام التقاعد، والذى تسعى حكومة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إلى إقراره.
آلان روبرت يعبر عن مواقفه السياسية بالتسلق
آلان روبرت يحظى بتاريخ كبير فى التسلق فوق أعلى البنايات فى العالم، والتى وصل عددها حوالى 100 مبنى، أبرزها جسر البوابة الذهبية فى مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، وكذلك برج خليفة فى دبى، ليصبح صاحب الرقم القياسي في موسوعة جينيس العالمية للأرقام القياسية، لأكبر عدد من المباني التي تسلقها شخص واحد.
في حياته المهنية التى امتدت 14 عامًا باعتباره متسلقًا في المناطق الحضرية"، قام روبرت بتسلق أبرز المعالم حول العالم، بما في ذلك برج إيفل ومبنى إمباير ستيت، وغيرها.
الحملات الترويجية أحد أبرز مصادر دخله
بدأ روبرت حياته كمتسلق للصخور، حيث كان بارعا فى ذلك، عبر التدريب على الصخور القريبة من منزله، فى جنوب فرنسا، منذ أن كان صبيا، إلا أن مهارته دفعته إلى خوض التجربة الأصعب، عبر تسلق المبانى الحضرية، والتى يعد تسلقها أصعب بكثير، نظرا لحاجتها إلى قوة جسدية، وما تسببه من ضغوط كبيرة على الجسم، بالإضافة إلى المخاطر المترتبة على كونها ملساء، وبالتالى فمن الممكن أن يفقد توازنه.
عشق روبرت للتسلق، ربما يتجاوز مخاوف السجن فى الكثير من الأحيان، حيث سبق وأن تم اعتقاله عدة مرات بسبب ممارسة هوايته المفضلة، دون الحصول على إذن مسبق من السلطات، حيث اعتقلته السلطات الفلبينية فى شهر يناير من العام الماضى، وذلك بعد تسلقه أعلى برج "جى تى" الدولى، فى مانيلا، كما تم اعتقاله كذلك فى مدينة فرانكفورت الألمانية، على خلفية تسلقه أحد أعلى مبانيها فى سبتمبر الماضى، كما أعتقل كذلك فى لندن، لنفس السبب فى أكتوبر 2018.
المتسلق الفرنسى يدعم الإضراب عبر التسلق أعلى مبنى توتال
إلا أن المفارقة الملفتة للانتباه تتجسد فى حرصه الشديد على دعم المظاهرات فى العديد من مناطق العالم، عبر الظهور متسلقا بين الحشود المجتمعة فى الميادين، وهو الأمر الذى لا يقتصر على فرنسا، حيث سبق وأن ظهر فوق أحد المبانى الشاهقة فى هونج كونج، وسط المظاهرات المناوئة للصين.
لم يقتصر الدعم الذى يقدمه روبرت على القضايا المرتبطة بالديمقراطية على غرار هونج كونج، أو القضايا الاجتماعية، على غرار المظاهرات الفرنسية، وإنما تمتد كذلك إلى القضايا البيئية، حيث صعد أعلى مبنى جريدة "نيويورك تايمز"، ليعلق لافته مكتوب عليها "ضحايا الاحتباس الحرارى يزيدون أسبوعيا عن أعداد ضحايا 11 سبتمبر".
الناشط الفرنسى دعم متظاهرو هونج كونج ومظاهرات المناخ
كما تناول المتسلق الفرنسى العديد من القضايا الأخرى، وعلى رأسها زيادة معدلات الفقر فى العالم، واتساع رقعة انتشار مرض الإيدز فى العديد من المناطق حول العالم
يقول روبرت تعليقا على اتساع نطاق الدور الذى يؤديه لتختلط فيه السياسة والقضايا الاجتماعية والبيئية، إنه يرى نفسه ناشطا، يمكنه تقديم رسائل هامة وحساسة عبر النشاط الذى يقوم به، خاصة وأنه يحظى بمتابعة إعلامية كبيرة من قبل قطاع كبير من قنوات الإعلام والصحف.
روبرت سبق وأن تسلق برج إيفل وبرج خليفة بدبى
ولكن يبقى التساؤل حول دخل المتسلق الفرنسى البارز، خاصة وأنه ليس لديه أى نشاط أو عمل أخر.
ويبدو أن المتسلق الفرنسى ليس راهبا للقضايا السياسية أو المجتمعية، وإنما يمتد نشاطه إلى أهداف أخرى ترويجية، حيث كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية فى تقرير سابق لها أن العديد من أصحاب ناطحات السحاب يلجئون إليه من أجل الترويج لأعمالهم وأنشطتهم، عبر الظهور متسلقا فوق مبانيهم الشاهقة، حيث يبقى وجوده أفضل دعاية لهم، فى ظل الاهتمام الإعلامى الكبير بتغطية نشاطاته.
روبرت صاحب الرقم القياسي في موسوعة جينيس العالمية كصاحب أكبر عدد من المبانى التى تسلقها
ومن أبرز المناسبات الترويجية التى ظهر فيها المتسلق الفرنسى، كان صعوده أعلى مبنى "لويدز" فى العاصمة البريطانية لندن، للترويج للعرض الأول لفيلم " سكاى اوف سبايدر مان"، فى عام 2003، حيث تقاضى عن ذلك أجرا يتجاوز الـ18 ألف دولار.
روبرت يتسلق أعلى مبنى توتال فى باريس
على الرغم من الاعتقال.. روبرت يواصل نشاطه
واجه الاعتقال فى العديد من دول العالم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة