فى عالم الكتابة الأدبية ليس سهلا أن تحتل مكانتك فى عالم الخلود الأدبى، لكن لورانس ستيرن فعلها بروايتين فقط، واستطاع أن يصبح نجما فى عالم الكتابة، أشهر هاتين الروايتين هى "تريسترام شاندى" التى صدرت بين عامى 1760 و1767.
نشرت رواية "تريسترام شاندى" ضمن تسعة أجزاء يتضمن كل جزء ما يقارب من ستين صفحة، يصعب وصفها كما ذكر العديد من النقاد، فهى لا تعتمد على أسس الرواية التقليدية، ومن الصعب تحديد حبكة القصة، وهى أقرب إلى أدب السيرة الذاتية.
كتبت عنه رشا المالح فى صحيفة (البيان) تقول:
الأحداث ليست مهمة فى الرواية حتى أنه بعد انتهائها يصعب على القارئ أن يعرف أى شىء يذكر عن حياة بطلها شاندى، فكل ما يعرفه عنه يتلخص فى يوم ولادته، واليوم الذى عانى فيه من حادث حينما كان فى الخامسة من عمره، ورحلته عبر فرنسا، كما لا يتوفر للقارئ معلومات كافية ليحكم إن كانت المرأة جينى التى ذكرت فى مواقع عدة هى زوجته أم لا، ومن خلال عنوان الكتاب يتجلى مضمون القصة المتمثل فى عرض آراء وأفكار والد شاندى وليس هو شخصيًا.
كما أن الأجزاء الثلاثة الأولى كتبت قبل ولادة شاندى وفيها يتناول شخصية والده وعمه ولاحقا أخيه. والرواية عبارة عن سرد لذكريات لنبيل من القرن الثامن عشر، وتتضمن الكثير من المواقف الكوميدية والطريفة، وإن كانت تتطلب من القارئ الكثير من التركيز للانتباه لها.
وتتجلى أهمية هذا العمل عبر تطوير لورنس لبنية الرواية من خلال أسلوب السرد، الذى تبناه العديد من الكتاب فى إطار أدب الحداثة وما بعد الحداثة، فالموضوع لا يرتبط بشخص البطل، بل بالمواضيع التى يحلو للكاتب تناولها، والتى تكون متفرعة عن المحور، إلى جانب حوارات متخيلة مع قراء ونقاد.
ولد لورنس ستيرن فى 24 نوفمبر 1713 فى أيرلندا، ورحل فى 18 مارس 1768 (عن عمر يناهز 54 عامًا) فى لندن بإنجلترا)، وقد كان رجل دين وروائى، كتب رواية ناجحة هى "حياة ورؤى تريسترام شاندى" ونشر أيضًا العديد من الخطب، وكتب مذكرات، وشارك فى السياسة المحلية.