قال الرئيس الإيرانى حسن روحانى، الثلاثاء، إن حادث الطائرة الذى أودى بحياة 176 شخصا خطأ لا يغتفر، موضحا أنه يعد حادثا كان مأساويا ويجب التحقيق فيه بحرص، داعيا السلطة القضائية الى تشكيل محكمة خاصة برئاسة قاض رفيع المستوى والعشرات من الخبراء للتحقيق في الحادث، وذلك عقب استياء شعبى ورسمى وخرج احتجاجات للشوارع بسبب إخفاء الحرس الثورى الحادثة لأيام، مضيفا: "لا يمكن تحميل شخص واحد المسؤولية عن حادث الطائرة"، معتبرا أن اعتراف القوات المسلحة الإيرانية بخطئها فى حادث الطائرة خطوة أولى طيبة.
واستطرد الرئيس الإيرانى أنه على الأمة الإيرانية أن توقن بأن حادث الطائرة لن يتكرر، مؤكدا أن الحكومة مسؤولة أمام إيران والدول الأخرى التى فقدت رعايا فى الحادث. وشدد أن كل الضالعين فى حادث الطائرة سينالون العقاب.
بدوره، قال المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين إسماعيلى الثلاثاء، إن السلطات اعتقلت أشخاصا لدورهم فى حادث الطائرة الأوكرانية ولم يقدم المتحدث مزيدا من التفاصيل.
وحول الاحتجاجات التى خرجت إلى الشوارع الإيرانية اليومين الماضيين بعدما أقرت طهران بإسقاط طائرة أوكرانية بطريق الخطأ، قال المسئول القضائى الإيراني أن السلطات اعتقلت نحو 30 محتجا نزلوا إلى الشوارع.
وفى السياق نفسه، ومع ارتفاع حدة الإستياء الشعبى والرأى العام في إيران، توالت الاستقالات داخل التلفزيون الرسمي الإيراني احتجاجا على كذب المسئولين حول الحادث، وأعلنت مذيعتين الاستقالة، وكتبت صبا راد، مذيعة شبكة طهران الرسمية، على صفحتها على انستجرام ، "أتقدم باستقالتى بعد 12 عاما من العمل فى التلفزيون".
كما تقدمت المذيعة الإيرانية زهرا خاتمى راد أيضا باستقالتها عبر صفحتها على موقع التواصل الإجتماعى انستجرام، وكتبت خاتمى "أشكر جمهوري على تقبله لى كمذيعة حتى اليوم، لن أعود مجددا إلى التلفزيون، اغفروا لي".
وفى وقت سابق قاطع عددا من الفنانيين في إيران مهرجان فجر السينمائى الدولى، احتجاجا على الحادث، فيما قالت الممثلة الإيرانية ترانه عليدوستي على حسابها على انستجرام "نحن ملايين من الأسرى في بلادنا ولسنا مواطنين".
خسائر مالية كبرى أيضا ستمنى بها إيران، عقب تحذير وكالة الطيران الأوروبية، وقال تقارير إيرانية أن احجام الطائرات عن المرور من المجال الجوى الإيراني سيلحق أضرار بالملاحة الجوية الإيرانية بقدر بالملايين، فضلا عن إلغاء الرحلات السياحية إلى إيران وتضرر قطاع السياحة. التقديرات الأولية أشارت لها التقارير الإيرانية، أن طهران ستتكبد الكثير، بين تعويضات اسقاط الطائرة الأوكرانية، وأضرار احجام الطيران الدولى عن التحليق في سماء إيران، وتوقعت صحيفة "جمله" الإيرانية أن تصل خسائر إيران لـ 150 مليون دولار.
وبخلاف الخسائر المالية، سيتكبد قطاع السياحة في إيران خسائر كبرى، بسبب الغاء رحلات السياحة في ظل عقوبات شديدة على الاقتصاد الإيراني.ووفقا لصحيفة مردم سالاري الإيرانية، أن إلغاء رحلات الطيران الأجنبي للبلاد سيؤدى إلى الاضرار بقطاع السياحة بعد انقطاع الرحلات السياحية عن البلاد، وبحسب حرمت الله رفيعى رئيس جمعية وكالات السفر والطيران في إيران، فأن الرحلات السياحية قامت الغاء سفرها إلى إيران، مؤكدا على أن ذلك سيلحق أضرار بقطاع السياحة في ظل وجود عقوبات مشددة أيضا على البلاد.
تقارير أجنبية أخرى قالت أت اقتصاد إيران سيكبد خسائر سنوية تترواح بين 40 إلى 50 مليون، وفقا لتقرير اذاعة مونت كارلو الفرنسية، على نسختها الفارسية فان سماء إيران أصبحت غير آمنة للطيران، ونتيجة لذلك سيتقلص مستوى عبور الطائرات من سماء إيران إلى أقل من النصف.
وعلى صعيد آخر، تكشر البلدان الأوروبية وأطراف الاتفاق النووي الإيراني عن أنيابها لإيران عقب اتخاذ خطوة خامسة الأسبوع الماضى من تقليص التزاماتها من الاتفاق النووي، وقال دبلوماسيان أوروبيان إن فرنسا وبريطانيا وألمانيا ستبلغ الاتحاد الأوروبي الثلاثاء بأنها ستقوم بتفعيل آلية فض النزاع النووي مع إيران بعدما أقدمت طهران على انتهاكات جديدة للاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وقال الدبلوماسيان إن القرار يهدف إلى إنقاذ الاتفاق من خلال التحاور مع إيران بشأن ما ينبغي أن تفعله للعدول عن قرارات اتخذتها.وأضافا أن الهدف ليس إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة.
يأتي ذلك، بينما دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى إيجاد بديل للاتفاق النووي مع إيران.وقال جونسون عن الاتفاق النووي "إذا كنا سنتخلص منه فلنجد بديلا له وليحل اتفاق ترامب محله... ذلك سيقطع شوطا كبيرا".