كشف مقال بحثى حديث عن الدلالات الرئيسية والنتائج التى أسفرت عنها جولات التصعيد العسكرى المباشر بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، حيث أشار الدكتور محمد عباس ناجى رئيس تحرير مجلة مختارات إيرانية فى المقال البحثى الذى حمل عنوان " ماذا بعد انتهاء مرحلة الضربات المباشرة بين طهران وواشنطن إلى أن ما أسفرت عنه هذه المواجهة من نتائج، والتي وضعت منطقة الشرق الأوسط بأكملها على حافة حرب جديدة، سوف يكون لها تداعيات مباشرة على تفاعلات طهران وواشنطن إزاء القضايا الخلافية العالقة، فضلا عن الملفات الإقليمية المختلفة، خاصة أنها طرحت دلالات ثلاثة رئيسية.
ولخص ناجى فى المقال الذى نشر على صفحة الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية فى دلالات مرحلة الضربات المباشرة بين واشنطن وطهران فى الـ3 نقاط التالية:
1- كسبت الولايات المتحدة الأمريكية تلك الجولة من الصراع مع إيران، بعد أن نجحت في تسديد ضربة قوية للأخيرة دون أن تتلقى ردا موازيا لها، على مستوى الخسائر البشرية والعسكرية.
2- لا زالت لدى إيران القدرة على ضبط حدود رد فعلها، وإجراء عمليات حسابية على الأرض لمدى المكاسب والخسائر التي يمكن أن تفرضها أى مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن الرد الإيراني جاء محدودا في مستواه ونتائجه، وأن الهدف الأساسي الذي سعت إيران إلى تحقيقه من تلك الضربة هو إعلامي وسياسي بامتياز.
3- سوف تعود طهران وواشنطن، في الغالب، إلى الآليات نفسها التي تبنياها قبل مقتل قاسم سليماني، مشيرا إلى أن واشنطن جددت دعوتها لطهران من أجل إجراء مفاوضات جديدة بين الطرفين، للوصول إلى اتفاق يستوعب مجمل التحفظات الأمريكية على الاتفاق النووي الحالي.
وأشار ناجى فى نهاية المقال البحثى إلى أنه يمكن القول إن ثمة نتيجتين يمكن استخلاصهما من الجولة التصعيدية التي انتهت للتو بين طهران وواشنطن.
الأولى: أن طهران أدركت مدى فداحة الدخول في مواجهة مباشرة ومفتوحة مع واشنطن، في ظل الفارق الشاسع في القدرات العسكرية والإمكانيات التكنولوجية.
الثانية: أن واشنطن ما زالت حريصة على التفاوض مع طهران، لكنها باتت تدرك أن هذا الهدف لن يتم تحقيقه طالما أن الأخيرة لم تقتنع بأن واشنطن يمكن أن تستخدم الخيار العسكري لمنعها من الإيقاع بخسائر بشرية أمريكية مجددا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة