على نحو مفاجئ أعادت قطر توسلاتها لإجراء مصالحة مع دول الرباعى العربى، بعد ساعات من زيارة "تميم" الأولى من نوعها إلى طهران، وهو الأمر الذى أعتبره خبراء محاولة من الدوحة لتخفيف آثار الزيارة إلى طهران.
العرض القطرى هذه المرة جاء عبر تصريحات طلال رشيد آل خليفة السكرتير الأول في بعثة قطر لدى الأمم المتحدة، التى نقلتها قناة الجزيرة عنه، حيث قال أن قطر تجدد الدعوة إلى تسوية الأزمة الخليجية عبر الحوار البنّاء الذي يحفظ سيادة الدول بحسب تعبيره، فى حين تهكم كتاب عرب على هذه التصريحات وأعتبروا أن كل ما يهم قطر هو سيادة إيران وتركيا والإخوان.
ووصفت الجزيرة القمة الخليجية الأخيرة التي عقدت في الرياض مؤخرا بأنها حملت "أجواء تصالحية جددت الحديث عن حل الأزمة"، وفقا للمصطلحات التي استخدمتها الجزيرة، بينما أشار خبراء إلى أن فرصة قطر في المصالحة تكاد تكون انتهت بانتهاء القمة الخليجية.
وأعادت الجزيرة نشر تصريحات محمد بن عبد الرحمن آل ثانى وزير خارجية قطر، التى أدلى بها فى ديسمبر الماضى حول المصالحة واقترابها، لكنها لم تسفر عن شئ.
من ناحيته علق الكاتب السعودى فهد الدبيجى على العرض القطرى عبر شبكة تويتر للتواصل الاجتماعى قائلا :"أعتقد أن قطر ( تريد) تسوية الأزمة الخليجية بما يحفظ سيادة إيران وتركيا والإخوان على أراضيها وشعبها، وليس كما ورد في الخبر بأنها ( تجدد ) الدعوة ".
فى حين قال بشير عبد الفتاح الخبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: القمة الخليجية كانت أفضل فرصة لقطر لإنهاء الأزمة الخليجية، وبما أن القمة عقدت وانتهت ولم تتمخض عن تحركات إيجابية لحل الأزمة، فهذا يعنى أن فرصة قطر فى المصالحة قد تلاشت.
وأكد عبد الفتاح أن تصريحات ممثل قطر فى الأمم المتحدة تعكس رغبة بلاده فى تطبيع العلاقات العربية، معتبرا أن هذا التصريح يحمل كثيرا من الدلالات، لاسيما أنه جاء بعد زيارة تميم إلى إيران فى الوقت الذي يقف العالم كله ضد إيران.
وأضاف عبد الفتاح :"إيران بهذه الزيارة تريد أن تقول: لازلنا دولة خليجية ولم نخرج خارج السرب العربى، وهذه التصريحات غرضها تخفيف حالة الاستياء من زيارة تميم إلى إيران"، معتبرا أن قطر تستخدم منذ بداية الأزمة خطابا مزدوجا مع جميع الأطراف.
وأكد عبد الفتاح أن مقاطعة الدول العربية لقطر كبدت الاقتصاد القطرى تكاليف باهظة، ووجهت صفعة لها ووضعتها فى عزلة وتسببت فى زيادة كلفة المعيشة على المواطن القطرى والأعباء على الدولة القطرية.
من ناحيته قال محمد حامد الباحث فى الشئون الدولية أن قطر تريد مصالحة مع الرياض، وتريد فتح معبر سلوي، معتبرا أنه حتي الآن لا توجد أي بوادر للمصالحة على الرغم من حضور رئيس الوزراء القطري القمة الخليجية.
وإشار إلى أن السفير السعودي في قطر ظل خارج الدوحة من عام 2002، ولم يعد إلا في 2007 ووصف وقتها الأمر بالصفقة وأضاف:" ان الدوحة تبحث عن صفقة كبري مع الرياض لكي تخرج بأقل الخسائر والرياض تدرك ذلك "