على بعد 50 كيلو من العاصمة الزقازيق، تقع قرية الديدامون التابعة لمركز فاقوس، التى تحولت من قرية ريفية الى منارة علم يقصدها الطلاب من جميع انحاء الجمهورية فضلا عن البعثات الدراسية من الخارج، عند مدخلها تجد كلية للطب وبجوارها كلية للعلوم الطبية ومعهد فنى صحى وعلى جهة أخرى مستشفى جامعى تابعين لجامعة الزقازيق وفى مدخل الثانى ثلاث كليات تابعة لفرع جامعة الأزهر وقلبها معاهد أزهرية ومدارس للغات كلها حكومية أنشئت بجهود ذاتية وصل عددها الى 32 كلية ومعهد أزهرى ومسجد.
انتقل اليوم السابع الى القرية التى تعد من اكبر قرى مركز فاقوس مساحة 4 الاف فدان للتعرف على حكايتها والتى رواها بطلها القصة الحاج عبدالرحيم السويدى، الذى قضى نصف عمره فى إنشاء معاهد أزهرية ومساجد وكليات بتبرعات أهل الخير .
فداخل كلية الطب يقضى الحاج عبدالرحيم والذى تجاوز الثمانين عاما، يوما داخل غرفة أعدها كاستراحة لحراسة الكلية التى تبدأ عملها خلال أيام مع النصف الدراسى الجديد، بالرغم من متاعب أمراض الشيخوخة، وقال، أننى كنت مدرس للغة العربية وسافرت لأحدى الدول العربية، حيث عملت مدرس لأكثر 35 عاما فى مدرسة " الأشراف " وهى الخاصة بالأسرة الملكية فى هذه الدولة، ويكمل عندما أعود فى لقضاء الإجازة الصيفية، كنت أساهم بجمع التبرعات من أهل الخير، لبناء المعاهد والمدارس لتعليم أبناء القرية، لافتا أننى عند بناء أول معهد أزهرى فى فترة السبعينيات وتوجهت لمشيخة الأزهر للحصول على موافقة تشغيل المعهد قابلت الشيخ الإمام " عبدالحليم محمود " شيخ الأزهر والذى نصحنى بضرورة استكمال المشوار وبناء معاهد ومدارس لتعليم الأجيال .
وأضاف:" وضعت نصيحة الأمام الأكبر " نصب عينى "، وكرست حياتى لأكثر من 40 سنة لبناء المؤسسات التعليمية من مدارس ومعاهد يتم إنشاءها على احدث النظم العلمية والمعمار المهندسى، فكنت أتولى المشروع من بداية جمع التبرع من أهل الخير والمشاركة بالجهد والمال، فأى مشروع وأباشر بنفسى على أعمال التنفيذ، لأنى حامل أمانه هذه المبلغ أمام الله، حتى يتم تسلميه لتشغيله للتعليم كذلك بناء مساجد بالقرية والقرى المجاورة".
و عن مرحلة إنشاء الكليات، يقول فى عام 2000 اقترح الأهالى بشراء قطعة ارض مساحتها فدان ونصف لبناء كلية للدراسات الإسلامية، وكان أول تبرع وقتها من أحد الأهالى بمبلغ 1000 جنية وأخر بعدد 2000 طوبة، وجمعت تبرعات أهل الخير، تم بناء أول الكلية بتكلفة 7 ملايين وقتها، وتضم ثلاث كليات " أصول الدين، شريعة، لغة عربية " وسكن مجهز لأعضاء هيئة التدريس .
ويكمل فى 2005، فكرت فى أنشاء كليات تابعة لجامعة الأزهرية للبنات، وتقابلت مع شيخ الأزهر وقتها الشيخ محمد سيد طنطاوى وعرضت الأمر أن هناك قطعة ارض فى موقع متميز على مدخل القرية، فطلب منى بناء كلية الطب بدلا من كلية البنات معلل أن هناك كلية حديثة للبنات بمدينة القرين المجاورة لنا، وان كلية للطب ومستشفى جامعى سينفع أهل الشرقية كلهم، بالفعل بدأت فى تأسس الكليات بالتبرعات للأهل الخير والجهود الذاتية.
و تابع رغم أن سنى وقتها تجاوز 60 عاما، تسلمت الرسم الهندسى من الإدارة الهندسية لجامعة الأزهر بتوجيهات من الأمام طنطاوى والرسم الهندسى للمستشفى من الصحة، بدأت بمعاونه الأهالى بمواصلة الليل مع النهار لاستكمال المشروع وتأسيس الكليات " معهد العالى للتمريض، العلوم التطبيقية، الطب "، وتعرضت لازمات كثيرة وروتين وتعنت دام لأكثر من 10 سنوات كنت طوال هذه المدة لا أقول الا قول الله سبحانه وتعالى " ليس لها من دون الله كاشفة " .
يقول الشيخ العجوز وهى تلمع عينه بالدموع حتى عام 2016، بجهود من الدكتور مجدى مرشد رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب ونواب الدائرة والمسئولين والمحافظ السابق لواء خالد سعيد، تم الالتفاف حول المشروع مرة أخرى، وتسلمت جامعة الزقازيق المبانى لضمها إليها، وبالفعل معهد الصحى بدرس فيه الفرقة الأولى 350 طالب والفرقة الثانية 100 طالب، وكلية الطب ستبدأ الدراسة فيها فى 8 فبرابر المقبل مع بداية النصف الدارسى الثانى، بها أساتذة جامعيين وعميد الكلية الدكتور عبدالمنعم ابوشرخ، أما المستشفى الجامعى فهو مبانى فاخرة فجارى تجهيزها بالتجهيزات والمعدات الطيبة .
يختتم بقوله تجاوزت الثمانين من العمر وأصبحت شيخينا كبير ولم يعد لى أى حلم فى الحياة غير أننى أرى طلاب كلية وهم يدرسون بالكلية والمستشفى الجامعى تؤدى الخدمة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة