حرك مرض الشاعر الكبير رفعت سلام، المثقفين، وللمرة الأولى منذ فترة طويلة نجد الوسط الثقافى والأدبى كله، يجتمع على حب شخص، وينادون بمطلب واحد هو ضرورة وقوف وزارة الثقافة ومساندته فى رحلته العلاجية، وظهر صاحب "إنها تُومئ لي" وكأنه وحده من استطاع تحريك وتوحيد صوت المثقفين.
مع انطلاق ملتقى القاهرة الدولى للشعر العربى فى دورته الخامسة، الأسبوع الحالى، كان التساؤل الأهم حول مدى إمكانية منح الملتقى جائزته هذا العام للشاعر المصرى الكبير رفعت سلام، وهل تخالف لجنة الجائزة العرف السائد فى تقليد منحها، وتذهب هذا العام لشاعر مصرى، وهذا ليس من قبيل مساعدة الشاعر ومنحه ما لا يستحق، بل لأنه شاعر كبير ويستحق، أعطى الكثير فى الشعر وله رصيد كبير من الترجمات الشعرية التى تعد من أيقونات الشعر العالمى التى أثرت المكتبات العربية بأعمال مثل :" بوشكين وماياكوفسكى ورامبو وبودلير ووالت ويتمان وكفافيس وريتسوس.
تكريم رفعت سلام فى ملتقى الشعر العربى
لكن يبدو أن التقاليد المتبعة فى منح جائزة الملتقى فى ألفوز بالجائزة حيث يفوز بها فى دورة عربى، والدورة التى يليها شاعر مصرى والعكس، حالت دون أن يحصل شاعرنا الكبير على الجائزة، فى وقت قد يكون أقل تقدير له هو تكريمه على كل ما منحه للأدب والثقافة المصرية، ذهبت الجائزة لشاعر عربى كبير آخر يستحق الجائزة، هو البحرينى الكبير قاسم حداد.
بالأمس وفى ختام ملتقى القاهرة الدولى الخامس للشعر العربى، وفى الوقت الذى أعلنت فيه لجنة التحكيم منح الجائزة للشاعر البحرينى الكبير قاسم حداد، تكريسا للتقاليد المتبعة للجائزة، لم يكن من يلفت نظر الجميع، غير الحفل وتكريم "حداد" إلا قيام وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، بتكريم رفعت سلام، بمنحه تكريم خاص، على هامش الملتقى، لتكون الوزيرة قامت بلافتة ربما كان يجب ألا يمر الملتقى دون أن تتم، وكرمت صاحب ترجمة الأعمال الكاملة لـ"بودلير"، وفى الوقت نفسه حافظت على تقاليد ولوائح جائزة ملتقى الشعر العربى الهامة.
حفل تكريم ملتقى الشعر العربى
وربما كان لافتة ألفائز بالجائزة الشاعر قاسم حداد، بتقبيل رأس الشاعر الكبير رفعت سلام، تقديرا له واحتراما لـ"راعى الشياه" لمسيرته الكبيرة فى الشعر والترجمة العالمية، ومساندة تحمل رسالة ضمينة لصاحب "إشراقات" بأن ينتصر على المرض، ويستمر فى رحلته الإبداعية يلهم محبى الشعر فى الوطن العربى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة