أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، تطلع مصر لاستمرار التعاون المثمر مع البنك الدولي في إطار دعم الجهود التنموية للدولة، وكذلك الأهمية التي توليها مصر لتطوير علاقاتها الاستراتيجية مع مجموعة البنك الدولي بوجه عام باعتباره أحد أهم شركاء التنمية، خاصةً بعد التجربة الناجحة عبر السنوات الماضية مع البنك الدولي التي تحقق خلالها مؤشرات اقتصادية لافتة من خلال برامج دعم البنك وكذلك بإرادة الشعب المصري.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي اليوم السبت وفدا رفيع المستوى من أعضاء مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الدولي، وذلك بحضور الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي.
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي رحب بزيارة وفد البنك الدولي والتي تأتي للمرة الأولى منذ عام 2014 كما تطرق الرئيس إلى ملف سد النهضة، مستعرضا التطورات الجارية فيما يخص المفاوضات، ومشدداً على أهمية مياه النيل الحيوية بالنسبة لمصر وشعبها وأيضاً الفارق الجوهري بين الحق في التنمية والحق في الحياة والوجود.
من جانب آخر، أعرب أعضاء وفد البنك الدولي عن تشرفهم بلقاء الرئيس السيسي، مؤكدين أهمية دور مصر المحوري في أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، ونجاحها في تخطي التحديات المختلفة التي واجهت الدولة خلال السنوات الماضية بإرادة سياسية صلبة وتكاتف شعبي لافت بما في ذلك تنفيذ برنامج شامل للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، أسفر عن تحقيق نتائج إيجابية على صعيد رفع معدلات النمو وخفض عجز الموازنة وكذلك خفض معدلات البطالة والحد من التضخم، فضلاً عن تنفيذ مشروعات قومية كبرى أسهمت في دفع جهود التنمية وجعلت من مصر نموذجاً ناجحاً في تحقيق الأمن والاستقرار، بالإضافة إلى حزمة من إجراءات الحماية الاجتماعية غير المسبوقة.
وأوضح أعضاء الوفد أنهم رصدوا تغيرات إيجابية عميقة في مصر منذ زيارتهم في عام 2014، وأن زيارتهم الحالية للقاهرة تهدف للاطلاع على جهود الحكومة المصرية للإصلاح الاقتصادي، وكذا إجراء زيارات ميدانية للمشروعات التنموية المختلفة التي يسهم بها البنك في مصر بالإضافة إلى التباحث حول آفاق التعاون المستقبلي بين مصر والبنك، والتعرف على رؤية مصر تجاه سبل تحقيق النمو في أفريقيا، مؤكدين حرص البنك الدولي على الاستمرار في تنفيذ برامج التعاون مع مصر وتطويرها، بما يسهم في دعم جهودها للتنمية، فضلاً عن التعاون لدعم مشروعات التنمية في القارة الأفريقية.
وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد استعراض التقدم المتحقق في تنفيذ المشروعات القومية التي تتيح المزيد من فرص العمل خاصة للشباب، وتساهم في إعادة تشكيل خارطة مصر التنموية وجذب المزيد من الاستثمارات، فضلاً عن مناقشة سبل تطوير التعاون بين مصر والبنك الدولي في مختلف المجالات خاصةً في مشروعات البنية التحتية، وذلك في ضوء اختصاص أعضاء الوفد بمتابعة العمليات الخاصة بمجموعة البنك الدولي، كما يمثلون الجهة الرئيسية في وضع السياسات التي تحكم إطار عمل البنك مع الدول المستفيدة.