صدرت نهاية العام الماضى طبعة عربية لـ رواية "زابيل" للكاتبة والناشطة الأميركية من أصل أرمنى نانسى كريكوريان، وترجمة رأفت نيربى، عن دار "فواصل" للنشر. وتدور الرواية حول قصة امرأة أرمينية عجوز تعيش فى بوسطن، وتعود بذاكرتها إلى طفولتها فى العام 1915 حيث المجازر الشهيرة، وقصة نجاتها من المجاعة فى الصحراء السورية.
الرواية صدرت عام (1997)، وقد استوحتها نانسى كريكوريان من تاريخ جدّتها، تقول عنها، إن جدتها كانت تتذكّر بعض التفاصيل الصغيرة، مثل كيف كان والدها يحملها فى أيام الثلج، وبائع الفول السودانى.
وذكرت نانسى كريكوريان فى تصريحات صحفية أن جدتها لم تكن تحب الحديث عن هذه الأيام كثيرا، كما أن بعض الناجين حاصرهم غضب ما، واستمر خوف بعضهم من الأتراك أو غضبهم عليهم، فضلاً عن توتر ما بعد الصدمة وغيرها من الردود النفسية والاجتماعية للفقدان، فى موازاة ذلك، من يعانى من واقع الفقدان والتهجير، يصبح أكثر وعياً بالتعقيدات والمساحات الرمادية، والعجز عن التعبير. ربما يتذكّرون أيضاً، بنوع من النوستالجيا، اللحظات الإيجابية مع الجانى قبل المذابح. الأجيال اللاحقة أسهل عليها نوعاً ما الوقوف على أطلال الماضى بعد سنوات، وعيش الصدمة الجماعية المكبوتة، وما طمره الأجداد فى سريرة أنفسهم. وبعيداً أو قريباً عن هذه الحكاية: هل سألتم الجدران عن نحيب آلاف النساء حول العالم؟ كيف يفلت الجانى بعد أن يلوم الضحية.