هناك حقيقة معترف بها عالميا، وهى أن الكتب لها القدرة على رفع مستوى ثقافتك وتحفيزك وإلهامك، ولكن بالنسبة للبعض تمثل نقطة خطر، فما يقرأه شخص يراه مؤثرا، يراه شخص آخر عنيفا أو منحرفا أو مشكوكا فيه سياساً، لذا فقد كان حظر الكتب قائما منذ وقت طويل، ومن بين الكتب والروايات التى تم حظرها ورفعت من الأسواق، رواية "وداعاً للسلاح" من قبل إرنست همنجواى.
نشرت الرواية التى يشبه السيرة الذاتية خلال الحرب العالمية الأولى فى إيطاليا عام 1929م، وأثارت جدلاً واسعا وتم حظر بيعه فى أماكن بيع الكتب والصحف فى "بوسطن"، وذلك بسبب محتواها الجنسى "المبتذل" فى إيطاليا، إضافة إلى تصويرها تراجع الجيش فى معركة كابوريتو.
وقد عزز نشر رواية "وداعًا للسلاح" مكانة هيمنجواى وأصبحت ضمن الروايات الأكثر مبيعًا، وقد وصفها كاتب السيرة مايكل رينولدز بأنها رواية الحرب الأمريكية الرائدة التى تناولت مأساة الحرب العالمية الأولى، ولقد تحولت الرواية فى الفترة من عام 1930م، وما بعدها إلى فيلم فى عام 1932م وعام 1957م، ثم إلى مسلسل تليفزيونى عام 1966م.
تدور الرواية حول الأمريكى فريدريك هنرى، الذى يعمل سائق سيارة إسعاف أمريكى على الجبهة الإيطالية، وتصف الرواية علاقة حب بين المغترب هنرى والممرضة الإنجليزية كاثرين باركلى، وكان يعتزم الزواج منها لكنها رفضت حبه عندما عاد إلى أمريكا.
ويشار إلى أن المؤلف همنجواى الذى كتب الرواية وهو فى الثلاثين من عمره، يصور الحب الصريح بين الملازم أول هنرى وكاثرين باركلى الذى اشتغل فى أيام الحرب، لذا تصور الرواية قصة الحب والألم والولاء والهجر.