فرق شاسع بين «الجعجعة» بإطلاق تصريحات عنترية، واتباع سياسة التهديد والوعيد، وفرض الأمر الواقع، والسطو على مقدرات الغير، باستدعاء ماضى بغيض، يروى حقوقا تاريخية اندثرت اندثار الديناصورات، وبين أن تعمل على الأرض، بهدوء وثقة، وتحرز «أهدافا ذهبية» تدهش العالم.
الدولة المصرية، تُعلى من شأن «الأفعال» وتنظر للمستقبل بفكر واع، وثقة كبيرة، فى كافة المجالات، ودشنت الثقة والشرف والاحترام، لسياستها الخارجية، ما انعكس على دورها وتأثيرها فى المعادلة السياسية الصاخبة، إقليميا ودوليا، والعكس يتبناه رجب طيب أردوغان، الإخوانى الوقح، الذى يطبق سياسة «هدم الخصم ورميه بالنقائص» وارتكاب كل الموبقات السياسية، من استفزاز المجتمع الدولى، عن طريق الأطماع الواسعة، والمتوحشة فى مقدرات الغير..!!
وبينما أردوغان، وقع اتفاقية النصب والاحتيال السياسى والقانونى، مع فايز السراج، لإيجاد موطئ قدم فى شرق المتوسط، والسطو على ثروات الشعب الليبى من الغاز، وسط غضب وتنديد المجتمع الدولى، فإن الدولة المصرية، وقعت الخميس الماضى، اتفاقية تأسيس «منتدى غاز شرق المتوسط» بالأحرف الأولى، لتصبح منظمة دولية حكومية، وهو ما دفع فرنسا إلى التقدم رسميا بطلب الانضمام للمنتدى، وأيضا طلب الولايات المتحدة الأمريكية، الانضمام للمنتدى كمراقب بصفة دائمة..!!
سعى كل من أمريكا وفرنسا، للانضمام لمنتدى غاز المتوسط، ومقره القاهرة، إنما يؤكد مدى ما يتمتع به هذا المنتدى، من ثقل وثقة وشرعية كبرى، ويوازى منظمات، مثل أوبك، وأوابك، وغيرها من المنظمات الشرعية، فى صفعة قوية للرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، الطامع فى ثروات غاز شرق المتوسط، وأن تكون أنقرة مركز الثقل فى تجارة الغاز والطاقة، وأيضا ضربة قوية للنظام القطرى، تميم، ومستشاريه الأبالسة، حمد بن خليفة، وحمد بن جاسم، كون القاهرة سحبت البساط من تحت أقدام الدوحة، إذا ما وضعنا فى الاعتبار أن قطر تعتمد بشكل رئيسى على إنتاج الغاز..!!
المراقبون الدوليون للمشهد المشتعل فى الشرق الأوسط، يرون أن ظهور اتفاقية تأسيس منتدى غاز المتوسط بالقاهرة، وطلب أمريكا وفرنسا الانضمام لعضويته، تعد أبرز وأقوى رسالة ردع لتركيا، لم يتخيلها أردوغان ونظامه، وفى المقابل، رسالة طمأنة لشركات الطاقة القلقة من تحركات أنقرة الاستفزازية، ورسالة إلى البنك الدولى وغيره من مؤسسات التمويل الدولية بأن هناك دعما سياسيا من باريس وواشنطن، لضخ استثمارات جديدة فى مشروعات تطوير وتصدير الغاز الطبيعى فى شرق المتوسط، ومن ثم تقديم التسهيلات وتمويل هذه المشروعات.
ولتأكيد ذلك، التصريحات التى أدلى بها المهندس طارق الملا وزير البترول، الخميس الماضى، والتى أشار فيها بوضوح إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبى والبنك الدولى يدعمون فكرة منتدى غاز شرق المتوسط، لأهميته فى تحقيق فوائد كبرى للمنطقة بأكملها وللعالم، من خـــلال التعاون الاقتصادى البناء، والتكامل بين دول المنتدى.
ويستند الدعم الأمريكى والفرنسى للمنتدى على تحقيق مصالح مهمة للجانبين، فى مقدمتها تحقيق مصالح شركات الطاقة الأمريكية والفرنسية فى شرق البحر المتوسط، وتقليص الاعتماد الأوروبى على الغاز الروسى.
تدشين المنتدى العالمى، يجعل من القاهرة مركز الثقل فى المنطقة المتحكم فى حركة الغاز، وأنه خلال شهرين سيتم الإعلان بشكل رسمى، وسط احتفالية ضخمة، وهو ما يعد صفعة جديدة على وجه أردوغان ونظامه الإخوانى، وتميم ونظامه «الحمدين»..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة