أكرم القصاص

التركى فوق الجماعة والدولة.. الغنوشى والإخوان توابع داعش وأردوغان

الأحد، 19 يناير 2020 07:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشهد كاشف لا يحتمل تأويلا، ولو حاول أعداء تنظيم الإخوان رسمه ما خرج بهذه الفجاجة، فقد طنطن كثير ممن تحالفوا مع الإخوان من قبل بأن تنظيم تونس مختلف، وأن مرشدهم راشد الغنوشى لديه رؤية تجعله مختلفا فى النوع عن جماعة اعتادت إطلاق خطاب مزدوج، أو وضع الجماعة فوق الأوطان والتحالف مع غزاة وأعداء، ومهما حاول أعداء الإخوان أن يفعلوا، ما استطاعوا إخراج مشهد راشد الغنوشى أمام البرلمان التونسى رئيس البرلمان. 
 
فاجأ الغنوشى، والمعتبر أنه أذكى قيادات الإخوان، الجميع، بعد فشل الحصول على تأييد البرلمان التونسى لحكومة الجملى ذات الرائحة الإخوانية بأن سافر مباشرة إلى تركيا وعقد جلسة مغلقة من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، فى وقت يعلن فيه أردوغان نيته غزو ليبيا بما يمثل تهديدا لأمن تونس، الغنوشى لم يلتفت للتوقيت والمكان وسافر ليقابل أردوغان، بحثا عن مخرج بعد الفشل فى تشكيل الحكومة. المشهد كان مثيرا لغضب قطاعات واسعة، فضلا عن كونه مشهدا مثيرا للدهشة لدى قطاعات لم تتخيل أن يصل الأمر إلى هذا الوضع المخجل.
 
المشهد الثانى كان بعد العودة، حيث طرح عليه نواب تونس أسئلة عن سبب سفره، وما علاقة أردوغان وتركيا بتشكيل حكومة فى تونس، نواب اعتبروا الأمر إهانة فضلا عن كونه تهديدا للأمن القومى، لكن الرجل تحدث بلسان الإخوان ومع أنه عجز عن الإجابة واضطر لدفع أنصاره للتهديد والاعتداء على النواب المتسائلين، فإنه قدم عرضا رديئا وحاول أن يفسر السفر بأنه له علاقة بالحرب فى ليبيا وهى حجة أخرى مثيرة، لأنها تعطى مبررا لأردوغان فى خطط عدوان ظاهرة. 
 
المشهد بدا صادما لهؤلاء الذين كانوا يروجون حتى فترة لأن الغنوشى إخوانى حويط ، لكنهم تجاهلوا تجارب الإخوان التى تستنسخ بشكل آلى ومن دون جهد، فقد وضع نفسه بناء على الطمع فى رئاسة البرلمان وتخلى عن مكان كان يمكن من خلاله أن يحتفظ ببعض الهيبة، ثم إنه تصرف على طريقة الإخوان دائما، فقد هيبة صنعها الغموض، فظهر فى صورة مرتبكة وطامعة، فضلا عن الظهور كتابع لأردوغان فى وقت يعانى فيه الرئيس التركى من تراجع وارتباك، وما يشبه الاختلال السياسى، وكلما أراد الهروب من حفرة نزل إلى غيرها.
 
 أردوغان يفقد أوراقه ويتصادم مع حلفائه السابقين ولديه من المشكلات والصراعات ما يمنعه من تقديم النصح أو العون لحلفائه من داعش والقاعدة، فضلا عن تنظيم الإخوان. أردوغان هو الذى قدم حلقات مفقودة بين الإخوان وداعش والقاعدة وباقى تنظيمات الإرهاب. 
 
لكن راشد الغنوشى المحسوب كأذكى إخوانى قدم كل مسوغات التنظيم فى تكرار كاشف، فقد سارع باللجوء إلى أردوغان بعد تعثر تشكيل الحكومة، وكأنه يقول بشكل واضح إنه تابع لأردوغان أكثر مما هو تابع لمصالح شعب تونس، وهو ما أعلنه نواب من تيارات مختلفة أثناء استجوابهم للغنوشى، فضلا عن طلبات لسحب الثقة واتهامات بالتبعية وإفشاء أسرار الدولة.
 
وكان الغنوشى بكل بساطة يقدم لمن لم يفهم عندنا شرحا عمليا عن كون تنظيم الإخوان هو إحدى أدوات أردوغان وقطر مع باقى تنظيمات الحرب بالوكالة، والآن السياسة بالوكالة، ولم يعد إخوان مصر أو سوريا يخفون كونهم من تابعى أردوغان، فقد أيد إخوان سوريا غزو تركيا لبلادهم، مثلما أيدوا داعش والقاعدة، وإخوان مصر أصبحوا مؤيدين لأردوغان أكثر من الأتراك أنفسهم، ولم يعد أعضاء التنظيم وتوابعهم من ذيول تركيا يخفون انتماءهم لزعيمهم المرتبط رجب أردوغان فى أى مكان وزمان وسياسة. 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة