قضى تحقيق قضائى أجرى على مدى ثلاثة سنوات فى الأرجنتين، أن القاضى ألبرتو نيسمان الذى توفى بعد يومين من اتهامه لرئيسة الأرجنتين السابقة كريستينا فيرنانديز بالتستر على إيران فى عملية تفجير مركز يهودى فى بوينس آيريس عام 1994، أنه لم ينتحر، ولكن تم اغتياله فى ليلة 18 يناير من عام 2015.
وكان نيسمان يحقق بشأن عملية تفجيرية بواسطة سيارة مفخخة استهدفت مركزا يهوديا سنة 199، وأدت إلى مقتل 85 شخصا. وقبل اغتياله بيومين، كان يفترض أن يمثل نيسمان أمام المحكمة للإدلاء بشهادته ضد كريستينا فرنانديز، المتهمة بالتستر على أعوان استخبارات إيرانيين، يعتقد أنهم مسئولون عن الهجوم، حسبما قالت صحيفة "لا تيرثيرا" الأرجنتينية.
وأفاد التحقيق الذي أجراه المدعي جوليان إركولينى، أن موظفا سابقا لدى نيسمان هو ديجو لوجو مارسينو متورط فى عملية الاغتيال، بينما يقول مارسينو إنه برىء.
وفى العام الماضى، وجه القاضى كلاوديو بوناديو اتهامات للرئيسة السابقة كريستينا فرنانديز، وأصدر أمرا باعتقالها، بسبب مزاعم محاولتها التستر على دور إيران فى تفجير المركز اليهودى، ولكن لكى يقوم بتنفيذ ذلك لابد من تصويت مجلس الشيوخ على تجريدها من الحصانة البرلمانية قبل أن يتسنى للسلطات اعتقلها.
وتتورط رئيسة الأرجنتين السابقة، كريستينا فيرنانديز دى كيرشنر فى العديد من القضايا الخاصة بالفساد، فعلى الرغم من أنها كانت من أقوى رؤساء أمريكا اللاتينية، إلا أنها متهمة بالعديد من قضايا الفساد، وقضايا التستر على إيران وحزب الله، فضلا عن اتهامها باستغلال نفوذها.
ومن بين التهم المثيرة للجدل الموجهة إلى فيرنانديز، هو استغلال نفوذها للتستر على دور إيران، وحزب الله فى تفجيرات المركز اليهودى فى بوينيس آيريس التى أودت بحياة 85 شخصا عام 1994، وتشير لائحة الاتهام لدى كيرشنر إلى أنها استغلت النفوذ لتقديم ضمانات للمسؤولين الإيرانيين، وعناصر حزب الله المتورطين فى الهجوم الإرهابى بعدم ملاحقتهم قضائيا فى الأرجنتين فى إطار اتفاق توصلت إليه مع طهران عام 2013، مقابل صفقات نفطية مغرية.
ومنذ عام 2004 حتى 2015، سعى ألبرتو نيسمان، لكشف الحقيقة وراء هذه الهجوم، وقد خلص من التحقيق الذى أجراه إلى أن إيران تولت التخطيط له، وأصر نيسمان على أن كريستينا فرنانديز تقف خلف عملية تعتيم هدفت إلى التغطية على الدور الإيرانى، بسبب صفقات اقتصادية عملاقة وعلاقات حكومتها بروابط شعبوية بإيران وتكتل الدول البوليفارية بقيادة فنزويلا.
وعلى الرغم من وجود دلائل على تورط كيرشنر، إلا أنها تنفى دائما هذه الاتهامات، إلا أن من بين الأدلة توقيع الرئيسة الأرجنتينية السابقة عام 2013 مذكرة تفاهم مع النظام الإيرانى، لتشكيل لجنة مشتركة تتولى التحقيق فى الهجوم، وفى الوقت التى أقر البرلمان الأرجنتينى المذكرة، البرلمان الإيرانى لم يقرها، ولم تشكل اللجنة التى أطلق عليها "لجنة الحقيقة"، كما أن هناك أدلة أخرى طرحها الادعاء فى القضية، وهو تسجيل صوتى لوزير الخارجية فى عهد كريستينا فيرنانديز يقر فيه بمسؤولية إيران عن التفجير.
وفى 18 يناير 2015، تم العثور على القاضى ألبرتو نيسمان، مقتولا فى شقته، وهو الذى كان قد بادر بتوجيه تلك الاتهامات لفيرنانديز، حيث قال إنها عملت فى الخفاء لتبرئة إيران وتطبيع العلاقات معها، لإبرام صفقات نفط مع طهران، وكان مقتولا بالرصاص فى شقته في بوينس آيرس، وتم تصنيف وفاته على أنها انتحار على الرغم من أن مسؤولا يحقق فى القضية، قال بعد ذلك إن إطلاق النار عليه يبدو جريمة قتل.
وأعلنت فرنانديز أن نيسمان انتحر، وبعد أيام، زعمت بأن الانتحار كان بسبب خلاف بينه وبين حبيبته، لكن بعد ذلك بفترة غيرت قصتها من جديد، وقالت إن الوفاة ربما تكون قد وقعت على أيدى "عملاء استخباراتيين مارقين".
وجاء في قرار الاتهام الذى أصدره القاضى الفيدرالي كلاوديو بوناديو، من 491 صفحة ضد فرنانديز ووزير خارجيتها هيكتور تيمرمان، ورئيس الاستخبارات فى عهدها وكبير مستشاريها القانونيين، واثنين من النشطاء المؤيدين لإيران و10 آخرين، أن الهجوم ضد المركز اليهودى يعتبر "عمل حرب" من قبل إيران.
أما المسؤولون الإيرانيون المتهمون في القضية، فهم الرئيس الإيرانى السابق الراحل، على أكبر هاشمى رفسنجانى، ووزير الاستخبارات السابق، على فلاحيان، ووزير الخارجية السابق، على أكبر ولايتى، وقائد الحرس الثورى السابق، أحمد وحيدى، والملحق الثقافى الإيراني لدى الأرجنتين، محسن ربانى، والسكرتير الثالث فى السفارة الإيرانية في بيونس آيرس، أحمد رضا أصغرى، بالإضافة إلى القائد السابق لشؤون الأمن الداخلى فى حزب الله، عماد مغنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة