هل يعقل أن نعيش فى القرن الواحد والعشرين ونفتقر إلى الإمكانيات والخدمات التى تساعدنا على المحافظة على الكتب والمخطوطات التراثية التى تمثل ذاكرة مصر التاريخية من الانهيار والضياع؟ ما يحدث فى مكتبة البلدية بالإسكندرية يؤكد أننا لازلنا نفتقر إلى الإمكانيات، ومن هنا تواصلت "اليوم السابع" مع على سعيد مدير متحف الفنون الجميلة والمشرف العام على مجمع الفنون بالإسكندرية الذى يضم مكتبة البلدية، للوقوف على حالة لمكتبة بالوقت الحالى.
أثناء فحص المخطوطات
قال على سعيد، إن أكبر مشكلة تواجه مكتبة البلدية هى تقليص عدد العاملين بالمكتبة إلى تسعة عاملين وجميعهم من كبار السن وعلى وشك الإحالة للمعاش وجميعهم من العمالة غير المتخصصة، مما يمنع تقديم خدمة جيدة لزوار المكتبة.
إثناء تصوير المخطوطات
وأوضح على سعيد، أن لا توجد بالمكتبة أية أجهزة حديثة للرقمنة والأرشفة بالطرق الحديثة المتبعة فى المكتبات الموسوعية، إضافة أنه لا يوجد وحدة ترميم لصيانة الكتب والدوريات التالفة والحفاظ على الجيد منها لعدم تدهور حالته.
أثناء قراءة المخطوطات
وأضاف على سعيد، أن لا توجد صيانة لأنظمة الإنذار والحريق بشكل دورى، وأيضا المصعد الخاص بالكتب معطل مما يعيق العمل بالمكتبة وخدمة الزوار.
تصوير بعض اللقطات من المكتبة
ولفت على سعيد، إلى أن مكتبة البلدية تم تطويرها فى عام 2009، ولكن كان التطوير للحوائط والاسقف والأرضيات وتبديل الأرفف بأخرى جديدة وأقل كفاءة لكن المحتوى نفسه لم يلتفت إليه أحد ولم يحظ بأى اهتمام.
شكل المجلدات بالمكتبة
الخدمات التكنولوجية والامكانيات التى تحتاج إليها المكتبة
ولفت على سعيد، إلى أن المكتبة تحتاج تعيين عدد من شباب خريجى المتخصصين فى مجال المكتبات، وانتداب عدد من العاملين المتخصصين من أماكن وهيئات متخصصة لعدة سنوات، وتوفير ما لا يقل عن عشرة أجهزة كمبيوتر حديثة وتدريب العاملين عليها، ومحاولة البحث عن هيئات وجهات داعمة لتمويل المكتبة وإنشاء مركز الترميم، والتعاقد مع شركة متخصصة للصيانة المستمرة لأنظمة الأطفاء والحريق، وتوفير عدد من المساحات الضوئية وآلات التصوير المتخصصة لزوم عمليات الرقمنة.
شكل المجلدات بالمكتبة
كنوز مكتبة البلدية
ما لا تعرفه عن مكتبة البلدية، أنها تحتوى على ما يقارب من مائتى ألف كتاب ومجلد ومخطوط منها إهداءات الأمير عمر طوسون والتى أفنى عمره فى جمعها، وإهداءات وروائع الأمير يوسف كمال، النسخة الاصلية من كتاب وصف مصر، ونوادر رسوم وكتابات الرحالة الذين زاروا مصر فى عقود مختلفة على مر العصور وعلى امتداد تاريخها العظيم، والفرمات العثمانية الأصلية، ومخطوطات إبراهيم باشا "ابن محمد على باشا وقائد جيوشه، حيث إن بها ما يزيد عن ألف ومائتى مخطوط بتوقيع وختم "إبراهيم سر عسكر" والكثير من المجلدات النادرة فى كل فروع العلم وبكل لغات العالم.
نسخة حديثة من فهرس مكتبة البلدية
الثورة
الهلال .. الكتاب الذهبى
بداخل الفهرس
بداخل المجلد
بوستر معرض فنى بتوقيع جمال عبد الناصر
سعد يعود إلى ضريحه
فهرس بعض المخطوطات العربية
فهرس علم الميقات والتقويم
مجلة اللطائف المصورة
جدير بالذكر، أن تعد مكتبة البلدية التى أنشأها القومسيون البلدى لبلدية الإسكندرية عام 1892 أى بعد إنشاء القومسيون ذاته بعامين اثتنين، قام الشيخ محمد بشير الشندى بفهرسة القسم العربى بالمكتبة منذ إنشائها سنة 1892 وحتى سنة 1930، وربما كانت هى آخر الفهارس الدقيقة، زاد على المكتبة بعدها عشرات الالاف من الكتب والجرائد والدوريات، وأهدى البارون شارل دى منشه الأرض إلى بلدية الإسكندرية فى عام 1935، ووضع شرطا للإهداء بأن تتحول فيلته إلى مكتبة ومتحف للصور، وألا يتغير الغرض من الانتفاع بالفيلا بمرور الزمن.
ومن هنا نقوم حاليا بمناشدة جميع الجهات المختصة لتوفير الإمكانيات التكنولوجية والخدمات للحفاظ على تراث الذى تحتويه مكتبة البلدية بالإسكندرية التابعة لقطاع الفنون التشكيلية.
مخطوطة
مخطوطة مكتبة البلدية 3
مخطوطة مكتبة البلدية
احتفالية امام المكتبة
