أجواء من الفرح والابتهاج بالعيد شهدتها محافظة الإسكندرية بمناسبة الاحتفال بعيد الغطاس المجيد، حيث ترأس قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس عيد الغطاس بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالإسكندرية، وترأس البابا صلاة "اللقان" وهى صلاة طقسية تتلى فى عيد الغطاس لتبريك المياه وتعد أحد الطقوس الكنسية المميزة لهذا العيد.
وتحدث البابا تواضروس عن روحانية عيد الغطاس، مشيرا إلى أن عيد الغطاس يرتبط بعيد الميلاد المجيد للسيد المسيح، حيث تحتفل الكنيسة خلال 40 يوما من عيد الميلاد بنحو 5 أعياد ترتبط بميلاد السيد المسيح فى بداية العام، مثل عيد الغطاس وعيد الختان.
وأشار البابا تواضروس إلى أن عيد الغطاس يبرز دور يوحنا المعمدان، والذى سبق السيد المسيح زمنيا بنحو 6 أشهر فى الدعوة إلى التوبة، وهو نال الشهادة بقطع الرأس، قائلا: "كان يوحنا المعمدان فى مهمة إلهية ليشهد للنور ويشهد لمجىء السيد المسيح ".
وقال البابا، إن المصريين قديما كانوا يحتفلون بعيد الغطاس بالنزول إلى مياه نهر النيل لتذكار العيد، بالرغم من برودة الجو، ويحتفل المصريون به بتناول المأكولات الشعبية فى هذا العيد مثل القلقاس والقصب التى لها رمزية دينية مرتبطة بالعيد.
فيما تلقى قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، التهنئة بعيد الغطاس بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالإسكندرية، مؤكدا أن الأعياد فى مصر هى فرصة تظهر محبتنا بعضنا لبعض والأعياد فى مصر فرصة ليجتمع المصريون جميعا للاحتفال وتبادل التهانى فهى لحظات تملأ النفس فرح ا.
وتابع البابا أن الإسكندرية لها تاريخ مشرف وأن البطريرك يحمل هذا الاسم ويفتخر به حيث يلقب البابا بـ" بابا الإسكندرية "، مشيدا بدور اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية فى المحافظة وبخبرته الكبيرة بها.
وداعب البابا تواضروس الحضور بأن عيد الغطاس معروف بالإسكندرية أنه مرتبط بالأمطار، حيث نوة "الغطاس" قائلا: "يذكرنى ذلك بالمثل المصرى القديم يا مطرة رخى رخى" ورخى هى كلمة قبطية قديمة تعنى اغسلى.
من جانبه أعرب اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، عن سعادته بمقابلة البابا تواضروس، مرحبا به فى الإسكندرية، قائلا: ننتظر عيد الغطاس من كل عام ليس للتهنئة ولكن للاحتفال فهو عيد المصريين جميعا، مشيرا إلى أن الإسكندرية تتميز بحالة من الود والوئام ولم تعد كلمة مسلم ومسيحى تتردد كلنا مصريون وفى الماضى كنا نتبادل الفاكهة والقلقاس والقصب مع جيراننا المسيحين، مشيرا إلى أن عيد الغطاس عيد من الأعياد السيدية التى تحتفل بها الكنيسة مرحبا بالبابا كما طلب منه أداء صلاة قداس القيامة بالإسكندرية المقر البابوى الأول .
وعيد الغطاس، أو عيد الظهور الالهى كما يطلق علية فى الكنيسة ، هو عيد لإحياء ذكرى معمودية السيد المسيح في نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان، أى تغطيس السيد المسيحة فى نهر الأردن كرمز للتطهر، حيث كان يوحنا المعمدان يدعو الشعب للتوبة و بغطسهم فى ماء نهر الأردن دلالة على التظهر من الخطايا، وأصبح هذا الأمر تقليدا أساسيا فى الكنيسة والعقيدة المسحية فيما بعد ، حيث أصبح أحد الاركان الاساسية فى العقيدة المسيحية ، ويتم تغطيس الطفل حديث الولادة فى جرن مملوء بالماء يطلق علية " المعمودية " و هو أحد اركان الايمان المسيحى الأساسية.
واعتاد بطريرك الاسكندرية والكرازة المرقسية، خلال تعاقب البابوات الذين تولو هذا المنصب ، على صلاة قداس عيد الغطاس بالإسكندرية، حيث كانت الاسكندرية قديما هى عاصمة ومركز الكرسى البابوى، وذلك لأن التبشير بالديانة المسيحية قد انطلق من الإسكندرية على يد القديس مرقس الرسول، الذى يطلق عليه كاروز الديار المصرية، ونظرا لانتقال المركزية الى القاهرة فأصبح مقر البابا الدائم بالقاهرة ، إلا أنه مازال يلقب بـ"بابا الإسكندرية ".
وقد شهد محيط الكنيسة المرقسية بالإسكندرية تواجد أمنى مكثف ، حيث تم غلق الشوارع المحيطة و منع وقوف السيارات و التفتيش الدقيق عبر البوابات الالكترونية لكشف المعادن.
حضر التهنئة اللواء محمد الشريف محافظ الاسكندرية ونائب المحافظ أحمد جمال والدكتور عصام الكردى رئيس جامعة الإسكندرية، والقيادات الأمنية والعسكرية ونواب البرلمان وكهنة وأساقفة الكنيسة وممثلى الأحزاب والأزهر الشريف.