تلقى قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، التهنئة بعيد الغطاس بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالإسكندرية، مؤكدا على أن الإعياد فى مصر، هى فرصة تظهر محبتنا بعضنا لبعض، والأعياد فى مصر هى فرصة ليجتمع المصريين جميعا، معا للاحتفال وتبادل التهنئة فهى لحظات تملأ النفس بالفرح، مشيرا إلى دور يوحنا المعمدان، وكيف كان صوت الحق والضمير والصوت الحى الذى دعا إلى التوبة والتطهر بمياه نهر الأردن.
وقال البابا تواضروس الثانى، أن الإسكندرية لها تاريخ مشرف، وأن البطريرك يحمل هذا الاسم ويفتخر به، حيث يلقب البابا ببابا الإسكندرية، مشيدا بدور اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية فى المحافظة وبخبرتة الكبيرة بها.
كما هنأ البابا الحضور بالعام الجديد 2020، قائلا: إنها فرصة عظيمة حيث عاش البعض 1010سنه، والأن 2020 وهى سنة مباركة متنمنيا السعادة بها للجميع.
وداعب البابا تواضروس الحضور بأن عيد الغطاس معروف بالإسكندرية ومرتبط بالمطر، قائلا "يذكرنى ذلك بالمثل المصرى القديم يا مطرة رخى رخى"، لافتا إلى أن "رخى" هى كلمة قبطية قديمة تعنى إغسلى.
من جانبه، أعرب اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، عن سعادته بمقابلة البابا تواضروس، مرحبا به فى الإسكندرية، قائلا: ننتظر عيد الغطاس من كل عام ليس للتهنئة ولكن للاحتفال، فهو عيد المصريين جميعا، مشيراً إلى أن الإسكندرية تتميز بحالة من الود والوئام، ولم يعد كلمة مسلم ومسيحى تتردد كلنا مصريين وفى الماضى كنا نتبادل الفاكهه والقلقاس والقصب مع جيراننا المسيحين، مشيراً إلى أن عيد الغطاس عيد من الأعياد السيدية التى تحتفل بها الكنيسة، مرحبا بالبابا ومطالبا منه صلاة قداس القيامة بالإسكندرية بالمقر البابوى الأول.
وعيد الغطاس، أو عيد الظهور الألهى، كما يطلق علية فى الكنيسة، هو عيد لإحياء ذكرى معمودية السيد المسيح في نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان، أى تغطيس السيد المسيح فى نهر الأردن كرمز للتطهر، حيث كان يوحنا المعمدان يدعو الشعب للتوبة ويغطسهم فى ماء نهر الأردن، دلالة على التطهير من الخطايا ، وأصبح هذا الأمر تقليدا أسياسيا فى الكنيسة والعقيدة المسحية فيما بعد، حيث أصبح أحد الأركان الأساسية فى العقيدة المسيحية، ويتم تغطيس الطفل حديث الولادة فى جرن مملوء بالماء يطلق علية "المعمودية" وهو أحد أركان الأيمان المسيحى الأساسية.
ولقد اعتاد بطريرك الإسكندرية والكرازة المرقسية، خلال تعاقب البابوات الذين تولوا هذا المنصب، على صلاة قداس عيد الغطاس بالإسكندرية، حيث كانت الإسكندرية قديما هى عاصمة ومركز الكرسى البابوى، وذلك لأن التبشير بالديانة المسيحية قد انطلق من الإسكندرية على يد القديس مرقس الرسول، الذى يطلق علية كاروز الديار المصرية، ونظرا لانتقال المركزية إلى القاهرة فأصبح مقر البابا الدائم بالقاهرة، إلا أنه مازال يلقب بـ "بابا الإسكندرية" .
وقد شهد محيط الكنيسة النرقسية بالإسكندرية تواجد أمنى مكثف، حيث تم غلق الشوارع المحيطة ومنع وقوف السيارات، والتفتيش الدقيق عبر البوابات الإلكترونية لكشف المعادن.
حضر التهنئة اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، ونائب المحافظ أحمد جمال والنائبة جاكلين عازر والدكتور عصام الكردى رئيس جامعة الإسكندرية، ونواب البرلمان وكهنة وأساقفة الكنيسة وممثلى الأحزاب والأزهر الشريف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة