يشكو جميع الناس فى العصر الحاضر من القلق ، ومن الضغوط بسبب أساليب الحياة الحديثة ووسائل التكنولوجيا التى جعلت من الحياة صراع مع الوقت ، وصراع مع توفير المستلزمات أو القيام بالواجبات وتوفير ضرورات الحياة ، ولكن وفقا لجيمس كارمودى، فإن السبب العضوى للقلق هو نشاط مناطق الدماغ المرتبطة، والتي تصبح فعالة عندما لا نكون منشغلين بشيء خاص أو مهمة فى العمل.
وقام كارمودى، وهو أستاذ الطب والسكان بجامعة ماساتشوستس الأمريكية، ببحث يخص العلاقة بين العقل والجسم لمجموعة من الأطباء والمرضى المتواجدين بالمستشفى حيث يعمل، ووصل إلى تحديد مجموعة من التقنيات التى تساعد على تهدئة العقل، لافتا إلى أن أغلبها بسيط وغير معقد.
فالقلق هو ذاك الإحساس السيئ الذى يشغل ذهنك، ويعكر صفو حياتك، وبغض النظر عن الأسباب الخارجية والداخلية التى قد تكون وراء شعورك بالقلق، يبدو أن انتباهك له قد يكون أولى الخطوات للتخلص منه.
فكما يقول كارمودي، إن التفكير فى المشاكل المستقبلية قد يكون وراء نسبة كبيرة من إحساساتنا القلقة، ويلفت إلى أن التمعن فى الحاضر بتركيز الذهن والحرص على البقاء ضمن نطاق الحاضر يعين على تنظيم العقل الذاتي ودرء شتاته، والتدريب على هذه التقنية، يقود بعد أسبوعين فقط على التعود على زيادة تنظيم الانتباه، وهو ما أثبته التصوير المغناطيسى للدماغ.
دعم الترابط الروحي العقلي
رياضات دعم الترابط الروحى والعقلى، مثل اليوجا أثبتت أن التناغم الروحي والعقلي تمنع نوبات القلق، الترابط الروحي العقلي يعد طريقة ناجحة للغاية للتمعن في الوقت الحاضر ويبعد "شرور" المستقبل والتخمين فيما ليس بيدنا.
على سبيل المثال، يمكن للشخص أن يوجه انتباهه إلى التنفس، لإبعاد الأفكار المقلقة، لكن الأمر لا يتأتى بسهولة، إذ إن العقل يقاوم بعناد فى بعض الأحيان، فعندما ترى نفسك متوترا ومنشغلا بأفكار مقلقة، حاول تحويل انتباهك إلى تنفسك، التوتر الجسدى يتلاشى بشكل طبيعى مع التحول فى التركيز، ويتبعه شعور بالهدوء أكبر.
برامج التداوي من القلق
من المستحيل تقريبًا تصميم دراسات تقارن جميع التقنيات التى تتحكم فى الذهن، لكن كارمودى يقول إن برامج دعم الترابط الروحى والجسدى الشائعة تستخدم مبادئ مماثلة لاستعادة اللحظة الحالية ودرء القلق، فرياضتا اليوجا، وتاى تشى، على سبيل المثال، توصيان بالانتباه إلى تدفق الأحاسيس المصاحبة لتسلسل الحركات.
كما أن أنظمة العلاج المعرفى، والدينى كالصلاة، تساعد على التخلص من المحيط المقلق بالانشغال بأفكار وصور مطمئنة أكثر، حسب كارمودى.
فممارسة بعض الأنشطة المكررة التى تزيد من مشاعر الرضا وتفرز هرمونات السعادة فى الجسم، والممثلة فى الرياضة، إذ يؤكد الخبراء أن ممارسة الرياضة بانتظام لها بالغ الأثر في زيادة الإحساس بالسعادة لدى البشر، مع الوضع فى الاعتبار أن إفراز الجسم لهرمونات السعادة لا يحتاج في بعض الأوقات إلا لدقائق بسيطة من المجهودات البدنية.
قلة النوم
وفي سياق آخر كشفت دراسة طبية حديثة، أن قلة النوم حتى لو ليلة واحدة قد يكون له تأثير خطير في الإصابة بالزهايمر، ووفقا للدراسة أجرتها جامعة أوبسالا السويدية، تم نشر نتائجها فى مجلة "نيرولوجى" (علم الأعصاب)، ونشرتها شبكة "هايل براكسيس" الألمانية، تظهر النتائج الأولية للدراسة أن الرجال الأصحاء، إذا لم يتمكنوا من النوم بشكل صحيح فى ليلة واحدة فقط، يصبح لديهم مستوى أعلى من بروتين "تاو" فى الدم، مقارنة بنظرائهم الذين ينامون لمدة ليلة كاملة دون انقطاع.
وقام الباحثون في جامعة أوبسالا بإجراء الدراسة على مرحلتين لمدة أربع ليال على ذكور أصحاء في إحدى المستشفيات، في المرحلة الأولى من الدراسة سمح لهؤلاء بالنوم بشكل طبيعي وبلا انقطاع في أول ليلتين، وفي المرحلة الثانية، ناموا بشكل طبيعي أيضا في أول ليلة، وفي الليلة التالية كان هناك حرمان من النوم، وبقيت الأنوار مضاءة والمشاركون جالسين في أسرتهم يلعبون ألعابا مختلفة أو يشاهدون أفلاما أو يتناولون أطراف الحديث.
واكتشف الباحثون، أن حرمان الأشخاص من النوم لليلة واحدة زاد من كمية بروتين تاو فى الدم بنسبة 17 %، بينما بلغت نسبة الزيادة بعد ليلة من النوم بشكل طبيعي وكاف 2% فقط.