من المعروف أن الثقافات والسياسات تتغير بين الحين والآخر مع مرور الوقت، لذا كانت ولا تزال الكتب تمثل نقطة تحول وخطورة، فما يقرأه شخص يراه مؤثرا، ويراه شخص آخر عنيفا أو منحرفا أو مشكوكا فيه، ولذا فإن فكرة حظر الكتب كانت موجودة منذ زمن طويل ومن بين الكتب والروايات التى تم حظرها رواية "كل شيء هادئ على الجبهة الغربية" تأليف إريك ماريا ريمارك.
وأوضح موقع stylist.co.uk أنه تم حظر وحرق الرواية، خلال الفترة ما بين 1933 و1945، فى ظل النظام النازى فى ألمانيا لأنها تصف الحياة المدمرة على الجبهة الألمانية في الحرب العالمية الأولى، وينظر الكثير من النقاد للرواية بأنها مناهضة للحرب، ومن أجواء الرواية "لقد دمرت الحرب كل شىء بالنسبة لنا".
ويشار إلى أن الرواية تصف الضغوط الجسدية والنفسية والعقلية الفادحة التى تعرض لها الجنود أثناء الحرب، والانفصال عن الحياة المدنية كما يشعر به العديد من أولئك الجنود لدى عودتهم من الجبهة.
هذه الرواية، التى نشرت أولاً حلقات في صحيفة فوس عام 1928 ثم كتاباً خلال عام 1929، وحققت نجاحاً مدوياً، فخلال ثمانية عشر شهراً من صدورها بيع مليونان ونصف المليون نسخة بخمس وعشرين لغة.
ولكن سرعان مت قامت ألمانيا بسحب الجنسية من ريمارك (1938) فاضطر للعيش في سويسرا.
جدير بالذكر أن رواية "كل شيء هادئ على الجبهة الغربية" تحولت إلى فلمين أمريكيين، أولهما سينمائى عام 1930، واستطاع الفيلم أن ينال الأوسكار كما نال مخرجه جائزة أوسكار أفضل مخرج، وثانيهما تلفزى عام 1979.
وإريك ماريا ريمارك كاتب، وروائى، وكاتب مسرحي، من ألمانيا، ولد في أوسنابروك، أحد الكتاب الأكثر شهرة والأكثر قراءة على نطاق واسع من الأدب الألمانى فى القرن العشرين، اشتهر بفضل روايته كل شئ هادئ فى الميدان الغربى، توفي في لوكارنو، عن عمر يناهز 72 عاماً.