تنطلق جلسات محاكمة عزل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى مجلس الشيوخ، اليوم الثلاثاء، لتقرر ما إذا كان سيصبح أول رئيس فى التاريخ الأمريكى يتم الإطاحة به من منصبه، أم سينجو مثلما فعل بل كلينتون وأندرو جونسون، اللذين واجها إجراءات العزل من قبل.
وفى تقرير له عن العزل، توقع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية أن تهيمن المحاكمة على كافة العناوين الإخبارية خلال الفترة المتبقية من شهر يناير، ما لم يكن أطول، ومن ثم يمكن أن يكون لها تأثير على إدارة السياسة الخارجية الأمريكية وأيضا الحملة الرئاسية الديمقراطية.
ورصد التقرير 5 أسئلة كبرى تتعلق بالعزل فى هذه المرحلة وحاول تقديم إجابات لها على النحو التالى:
- ماذا سيحدث خلال الفترة المقبلة؟
ينعقد مجلس الشيوخ مجددا الثلاثاء، فى مستهل الأسبوع، حيث كان الاثنين عطلة مارتن لوثر كينج، وهو عطلة رسمية، وسيكون واحدا من أول الإجراءات هو التصويت على قرار بأن زعيم الأغلبية الجمهورية بالمجلس ميتش ماكونيل سيقدم إطار لقواعد المحاكمة، ويحاول الديمقراطيون تعديل القرار لضمان أن يتم استدعاء شهود وإمكانية تقديم أدلة جديدة، ويبدو أن ماكونيل لديه الأصوات المطلوبة لينتصر.
ومع المضى قدما فى المحاكمة، ستسمر الجلسات من الإثنين حتى السبت، أيام العمل الرسمية فى الولايات المتحدة، حتى نهايتها، وسيتم استئنافها فى الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلى، ومن المرجح أن تستمر حتى السادسة مساءً.
فى البداية، سيكون مطلوبا حضور كل أعضاء مجلس الشيوخ المائية، ويجب أن يجلسوا فى مقاعدهم وليس بإمكانهم الحديث أو حتى طرح أسئلة، مسموح لهم فقط بقراءة المواد المتعلقة بالعزل، ولن يتم السماح لهم أيضا باستخدام الأجهزة الإلكترونية، ومن ثم لن يستطيع التغريد على تويتر بشكل مباشر أو متابعة البريد الإلكترونى، ويمكن لأغلبية مجلس الشيوخ التصويت فى أى وقت لرفض القضية، وحتى الآن لا يملك الجمهوريين الأصوات الكافية لفعل ذلك.
- كيف تسير إجراءات المحاكمة؟
سيترأس رئيس القضاة المحاكمة، ولن يكون له دور مؤثر، وسيمثل سبعة مديرين من مجلس النواب الإدعاء المطالب بالإطاحة بترامب من المنصب فى المناقشات الافتتاحية، وهم رئيس لجنة الاستخبارات النائب أدم شيف، ورئيس اللجنة القضائية جيرولد نادلر، وحكيم جيفرس وزو لفجرين وجاسون كرو وفال ديمنجز وسيلفيا جارسيا.
وتعد ديمنجز الوحيدة غير المحامية فى المجموعة، لكنها عملت كرئيسة الشركة فى أورلاندو، وكافة المديرين ديمقراطيون وتعد هذه المجموعة أصغر وأكثر تنوعا من حيث العرق والنوع مقارنة بمديرى محاكمة بل كلينتون.
بعد أن يقدم المديرون قضيتهم ضد ترامب، يقدم الفريق القانونى للرئيس دفاعه. ومن المرجح أن يستغرق كل طرف عدة أيام فى مرافعاتهم الأولية، وسيتم السماح لأعضاء المجلس بطرح اسئلة على كلا الجانبين، لكن يجب أن يقدموا أسئلة مكتوبة، وبإمكان الدفاع والإدعاء الرد شفهيا.
- هل تستدعى المحاكمة شهودا؟
هذا سؤال مهم، لم تحدد إجابته بعد، فقد اختارت الأغلبية الجمهورية تعليق أى قرار فى هذا الشأن لحين انتهاء المرافعات الأولية، وهو نفس الإجراء الذى فعله الجمهوريون أثناء محاكمة عزل بل كلينتون أيضا.
ويعارض أغلب الديمقراطيون استدعاء الشهود، وهو الموقف الذى أيده البيت البيض، حيث يرى أن المحاكمة السريعة يصب فى صالح الرئيس، بينما يرغب الديمقراطيون فى سماع شهادة بعض الشهود، لاسيما مستشار الأمن القومى السابق جون بولتون وآخرين.
ولو صوت المجلس لصالح استدعاء شهود، ربما لن يشهدوا علانية. واستدعاء االشهود سيعنى طول مدة المحاكمة.
- كيف يؤثر مسار المحاكمة على إدارة السياسة الخارجية؟
من الصعب تحديد ذلك، فالتهديدات الخارجية لا تتوقف أثناء أداء مجلس الشيوخ واجباته الدستورية، لك نظرا لاحتمالات تبرئة ترامب، فإن الخصومات المحتملة لن يكون أمامها فرصة لاستغلال رئيس يتم إضعافه بشكل قاتل. لكن المحاكمة ستسهلك من وقت وطاقة البيت الأبيض أيضا وكذلك أغلب واشنطن الرسمية. ومن ثم لن يتكون الأسابيع المقبلة وقتا عظيما لإطلاق مبادرات كبرى فى السياسة الخارجية. فأى إجراء مهم سيثير حديث عن دوافع الرئيس.
- ما الذى تعنيه المحاكمة بالنسبة لسباق الديمقراطيين الرئاسى؟
هذا السؤال يطرحه العملاء الديمقراطيون والجمهوريون نظرا لأن السباق التمهيدى الذى ينطلق من ولاية أبوا سيبدأ بعد نحو أسبوعين، وستخلق المحاكمة مشكلة من الناحية العملية لأعضاء مجلس الشيوخ الذين يخوضون السباق الديمقراطى وهم بيرنى ساندرز وإليزابيث وارن ومايكل بينت وإمى كلوتشار، فى الوقت الذى سيركز فيه منافسيهم على أيوا. وكلما طال أمد المحاكمة، كلما زادت هذه المشكلة. ولأن مثل هذا الموقف لم يحدث من قبل لا أحد يعرف من سيستفيد ومن سيتضرر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة