فى رحاب صحراء الأهرامات وبالتحديد عند نزلة المنصورية، يمكنك أن تلمح ذهابا وإيابا خيولا أشكال والوان، ويمكنك أيضا أن تسترق السمع فيأخذك صهيلها لرحاب الحكاوى عن عشق الخيل العربى، ففى المنصورية والهرم ونزلة السمان اختار أصحاب مزارع الخيول وعاشقى الخيل فى مصر هذه المنطقة لتكون مقرا لهم، خاصة محبى خيل الأدب الذين يشاركون فى الحفلات ولهم من الرقص والسلام والترويض عالم مختلف.
على امتداد منطقة المنصورية ونزلة السمان والهرم هناك عالم للخيول ملىء بالأسرار والحكايات عن عشاق الخيل العربى، الذين يذهبون لهذه المناطق بحثا عن أنواع بعينها من الخيول ذات مواصفات خاصة من شكل نحتة الوجه والعينان والملامح ولون الشعر المتدلى على وجه الحصان، ومنهم فنانون وعرب، فكم من مرة ذهبت سوسن بدر وأحمد ماهر ومحمد ماهر وأحمد السقا عاشق الخيول.
فى منطقة نزلة السمان والهرم والمنصورية بيوت كثيرة مفتوحة تقتات من عملها فى مجال تربية الخيول وتدريبها على الرقص والمسابقات والمارثونات العالمية والمحلية والعربية، فالحصان العربى له عشاقه، ويمكنه أن ينافس بجدارة، لكل حصان ثمن طبقا لمواصفاته، وكلما زاد الاعتناء بالحصان والاهتمام به كان سعره، ومع الاحتفاظ بسلالته وجودتها يزداد السعر.
كلمة السر فى سعر الحصان تبدأ من سلالته والسايس الذى اعتنى به، فهى المهنة الأكثر التصاقا بالعصام منذ استيقاظه فى الصباح وصولا لغلق عرينه عليه، عالم ملىء بالتفاصيل يبدأ بنوع الأكل والشرب والاستحمام والتدريب، هناك من يعمل هذه المهنة اضطرارا، لكن الغالبية العظمى منهم تراهم يمتلكون قلوبا حانية يمكنه فهم الحصان بالنظرة، والحصان يعرفهم عن ظهر قلب ويستمع لهم.
فى إحدى مزارع المنصورية وقف عماد صلاح مدرب الخيل يحكى علاقته بهذا الحيوان الذى عشقه منذ كان عمره 5 سنوات، ليكون هو عمله وشغله الشاغل، بينما وقف حمادة محمد السايس يفهمه من نظره، وهما يعدان الخيل للخروج من بين مبيت لكل حصان والفصل بينهم منعا لاختلاط الأنساب، خاصة الذكور والإناث، حكايات عن أهم ما يميز رياضة ركوب الخيل ولغة الخيل وتدريباته رصدها اليوم السابع فى هذا التقرير.