بعد مرور 24 عاما على وفاة "سارة برنار الشرق" فاطمة رشدى، احتفت الصفحة الرسمية للملك فاروق الأول عبر موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك، بالذكرى الـ24 لوفاتها باعتبارها من الفنانات البارزات فى عالم الفن، مع نبذة عن سيرتها الذاتية، حيث إنها رحلت فى مثل هذا اليوم الموافق 23 يناير 1996.
شهدت مدينة الاسكندرية فى يوم 15 نوفمبر عام 1908م ميلاد فاطمة رشدى، وبدأت العمل الفني منذ حداثة سنها مع شقيقتيها رتيبة وأنصاف رشدي اللتين عملتا بالتمثيل وشقيقتها "عزيزة رشدي" التى عملت فى مجال الرقص، وأسند الفنان أمين عطا الله لها دورًا في إحدى المسرحيات التي تقدمها فرقته لفاطمة رشدى.
ومن بعد هذا الدور تنقلت في العمل بين العديد من الفرق المسرحية، وعملت مع عبد الرحمن رشدي، وسيد درويش وعزيز عيد ويوسف وهبي، وفي بداية العشرينات، صارت بطلة لعدد كبير من المسرحيات، منها: (الصحراء، القناع الأزرق، النسر الصغير، الحرية).
اهتم عزيز عيد بها كثيرا وأحبها، لذا قام بإحضار مدرسين لتعليمها اللغة العربية والقرآن وفهمت من ذلك أنه يريد أن تكون هي في مستوى ثقافي يناسب مكانته ومكانتها كتلميذة له، وكان يعلمها يوميًا لمدة ساعتين الإلقاء والتمثيل، وكان حريصا على اصطحابها لمشاهدة عروضا تقدمها الفرق الأجنبية التي كانت تأتي إلى مصر، وجمع لها الروايات التي تحكى تاريخ الإسلام والعرب من تأليف جورجي زيدان «صاحب دار الهلال» .
انتهت قصة حبهما بالزواج عام 1933 رغم فارق السن بينهما، وبعد أن أشهر إسلامه، وأنجبت منه ابنتها عزيزة عام 1934، ولكنها بعد أن أصبحت نجمة فرقته الأولى وبعد النجاح الكبير الذي حظيت به حتى أطلق عليها لقب «سارة برنار الشرق»، انفصلت عن عزيز بسبب غيرته الشديدة عليها.
وبانفصالها عن عزيز عيد، انفصلت عن مسرح رمسيس، وكونت بعدها فرقتها المسرحية الخاصة الشهيرة التي حملت اسمها وقدمت 15 مسرحية في سبعة أشهر، والتي أخرجت نجومًا مثل محمود المليجي، ومحمد فوزي، الذي كان يلحن المونولوجات التي تقدم بين فصول المسرحيات.
أقدمت فاطمة رشدي على السينما بخطى ثابتة عام 1928 بفيلم «فاجعة فوق الهرم»، والذي يعد من أوائل الأفلام في تاريخ السينما المصرية، وبعد نجاحها السينمائي الأول قررت خوض تجربة الإنتاج، وكان أول إنتاجها فيلم «تحت ضوء الشمس»، وحين عُرض عليها لم يعجبها وأحرقته وأسقطته من حساباتها .
فيلم "العزيمة" الذي يعد واحداً من ضمن أفضل 100 فيلم مصري، فاق عطاؤها المسرحي أعمالها السينمائية، فأمام أكثر من 100 مسرحية في 46 عاماً مثل: "زقاق المدق" ، "غادة الكاميليا" ، قدمت فاطمة 16 فيلماً خلال 17 عاماً، كان أشهرهم: "الطائشة"، "الطريق المستقيم"، " الجسد"، كما أقدمت فاطمة رشدي على إخراج فيلم واحد هو "الزواج" عام 1933 .
و في عز مجدها الفني عانت عندما وجدت التكريم الذي أرادته من الخارج اكثر من الداخل ، فالحكومة الفرنسية دفعت لفرقتها عشرة آلاف جنيه لكي تمثل في تونس وشمال أفريقيا، وعرضت عليها الإذاعة البريطانية خمسة آلاف جنيه لتسجيل أدوارها الخالدة في هاملت، إليزابيث وكليوباترا، كذلك محطة «صوت أمريكا» دعتها للسفر إلى نيويورك لتسجيل بعض رواياتها مع عزيز عيد ويوسف وهبي وأحمد علام عندما كان المسرح المصري مسرحًا حقيقيا . و كان اكثر ما يؤرقها ان تجد فنانين عظماء انحسر عنهم الضوء دون تكريم و لا يجدوا حتى ثمن اكفانهم !!
و في عام 1969 اعتزلت الفن وانحسرت عنها الأضواء وتدهورت حالتها الصحية و المادية ، وشاهدها الكثيرون في أواخر أيامها أمام باب مسرح الأزبكية بالقاهرة، وهي تلعن الفن الذي أوصلها لهذه الحالة ، وأجبرها على العيش في حجرة بأحد الفنادق الشعبية في القاهرة !!! .
بعد ان عرف الفنان فريد شوقي ما وصل به الحال لفاطمة رشدي ، قام فريد شوقي بالتدخل لدى المسئولين لعلاجها على نفقة الدولة، ولم يكن لها مسكن تعيش فيه فتم توفير المسكن المناسب لها وحصلت بالفعل على شقة وقد ماتت فاطمة رشدي وحيدة في 23 يناير 1996 عن عمر يناهز 84.