تحولت تركيا فى عصر الديكتاتور العثمانلي رجب طيب أردوغان إلى سجن كبير سواء للقضاء أو للصحفيين، جراء حملات الاعتقال والقمع التي تمارسها السلطات التركية، عقب تحرك الجيش التركي ضد "أردوغان"، حيث قال نائب رئيس مجلس القضاة والمدعين العامين في تركيا محمد يلماز إن هناك تحقيقات جارية مع 400 قاضي ومدعي عام بشأن صلاتهم المزعومة بحركة الخدمة التي يتزعمها المعارض التركي فتح الله جولن، التي تتهمها الحكومة التركية بتدبير محاولة انقلاب فاشلة في يوليو 2016، حسب تقرير للموقع الأخباري تي 23.
وقال "يلماز" أنه يتم جمع جميع الوثائق والمعلومات حول هؤلاء القضاة والمدعين العامين بواسطة محققين قضائيين، كما أضاف أن مجلس القضاة والمدعين العامين يواصل التحقيق في المزاعم، التي تدعمها أدلة ملموسة، ضد المسؤولين القضائيين.
وتتهم الحكومة التركية حركة جولن بتنظيم تحرك الجيش التركي في 15 يوليو 2016 وتصفها بأنه «منظمة إرهابية»، على الرغم من أن الحركة تنفي بشدة تورطها في محاولة تحرك الجيش أو أي نشاط إرهابي.
وفي أعقاب محاولة الانقلاب، شنت الحكومة التركية حملة اعتقالات واسعة النطاق على أتباع الحركة، وتم عزل أكثر من 6 آلاف قاضي ومدعي عام من وظائفهم منذ محاولة الانقلاب بسبب صلاتهم المزعومة بالحركة.
التنكيل بالصحفيين
على جانب آخر، أصبحت مهنة الصحافة في دولة الديكتاتور العثماني رجب طيب أردوغان جريمة، وأما النسبة للصحف المعارضة فحدث ولا حرج، ومؤخراً ألغت مديرية الاتصالات الرئاسية في تركيا البطاقات الصحفية (التراخيص) الخاصة بالصحفيين العاملين في جرائد المعارضة اليومية بيرجن وإيفرينسيل.
الصحفيين فى تركيا
وذكرت جريدة "بيرجون" أن الإدارة أجلت تجديد البطاقات لعدة أشهر، ونقلت جريدة "ايفرينسل" عن مسؤول لم تكشف هويته قوله إن مديرية الاتصالات لديها بالفعل قائمة بالصحفيين المرفوضين، حيث تم إلغاء بطاقة ناشر بيرجن ومنسقي النشر ومدير الملاحق والمراسلين وكاتب عمود.
كما تم إلغاء بطاقات مراسلي "إيفرينسيل" الحاصلين على بطاقات دائمة (التي لا تنتهي صلاحيتها أبدا)، ، وهى تخص رئيس التحرير، ومدير التحرير، والمدير الإداري، والصحفيين الذين يحملون بطاقات مؤقتة.
تركيا
وكان العديد من الصحفيين الذين ألغيت بطاقاتهم أعضاء في اتحاد الصحفيين في تركيا، كما شغل مدير تحرير إيفرينسيل منصب رئيس اتحاد الصحفيين في تركيا.
وفي نفس السياق، كشف تقرير لمنصة دويتش فيلة الألمانية، أن الصحافة التركية تعيش واحدة من أسوأ عصورها، فى ظل حكم رجب طيب أردوغان، ووفق التقرير، فإنه من الصعب على الصحفيين فى تركيا الإبلاغ عن قضايا مثل الفساد أو حرب الحكومة مع الأكراد، كما قال جلال باسلانجيتش من قناة Arti TV المستقلة ومقرها ألمانيا، حيث قال: "الأهم هو مقاومة الحرب والدعوة من أجل السلام، لكن في الوقت الحالي في ذلك البلد، فإن الذين يريدون السلام يعاملون كإرهابيين".
ومن جهته عبر أيدين إنجين، كاتب عمود في جريدة "جمهوريت" اليومية، عن رأي مماثل، وقال إن وسائل الإعلام لم تعد حرة منذ الاستفتاء على الدستور لعام 2017، الذى ألغى منصب رئيس الوزراء، وأصبحت السلطة مركزة فى الرئاسة بدلا من البرلمان، وقال إنه لا يكاد يوجد منفذ إعلامي حر في ظل مناخ من القمع.