سيرك في الشارع يعني أنك ترى العجب، خاصة في الملابس، فتكاد أحياناً لا تسطيع التفرقة إذا كان الشخص الذي أمامك "ذكر" أم "أنثى" فالملابس متقاربة لدرجة التطابق، والتفريق يصبح درباً من الخيال.
رحم الله زمناً كنا نرى فيه "الرجل رجل" و"الست ست"، كل فئة بملابسها المميزة، فلا ترى شباباً يرتدون ملابس تشبه الفتيات، ويضعون سلسلة حول عنقهم، ولا سيدات يلبسن ملابس الرجال.
وفي الأونة الأخيرة، زاد عدد الشباب الذين يضعون "سلسلة" في رقبتهم، أحياناً بداعي "التمدن والرقي" وأحياناً أخرى بداعي "الروشنة"، ولا يتوقف الأمر للأسف على سن، فأحياناً ترى أشخاص تقدم بهم العمر يتحركون في الشارع بسلسلة حول الرقبة.
ومؤخراً نشرت دار الإفتاء المصرية ، مقطع فيديو عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، خصصته للإجابة على سؤال أحد المتابعين والذى جاء نصه: "هل لبس السلسة حرام؟"، حيث أجاب عن السؤال الشيخ محمود شلبى ، مدير إدارة الفتوى الهاتفية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وقال شلبى خلال الفيديو: "بالنسبة للمرأة جائزة، أما بالنسبة للرجل فهذا لا يصح لأن فيه تشبه بالنساء، والرسول صلى الله عليه وسلم نهانا عن ذلك بقوله: "لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجل "، متابعاً:"والإمام الرويانى أحد أئمة الشافعية أكد ذلك فى كتابه بحر المذهب، حيث يقول الحرمة ليست لأن الفضة حرام على الرجل، وإنما لما فيها من التشبه بالنساء".
هذا الرأي الشرعي الصريح والواضح، يتفق مع الفطرة السليمة والعقل والمنطق، فمن غير المعقول أن تسير في الشارع وترى شاباً يتباهى بلبس "سلسلة"، وعجوز قد أوشك عمره على النافذ فاتحاً صدره يتباهى بلبسه "السلسلة".
بالتأكيد لكل شخص خصوصيته، لكننا في بلد شرقي تميل للأعراف والتقاليد، التي لا تعرف تشبه الرجال بالنساء والعكس، وترسخ لفكرة الأصالة والقيم وارتداء ما يناسب نوعنا وفئتنا العمرية.
الشاعر المتميز "هشام الجخ" حسم الأمر في قصيدته الشهيرة "بأغير"، عندما قال :"لَوْ كَانَ بِايْدِيْ، كُنْتُ اعْمِلَكُ هِنْدِيٌّ بِرِيْشِ، وَاقْلِبْ شِعْرِيَ كَنِيشْ كَرَابِيش، وَالْبَسْ لَكِ سِلْسِلَة مِتَدَّلدّلّة خَرَزَة وَقَلْب، بَسّ ازّايْ الْبَسْ لَكِ سِلْسِلَة ؟؟ هُوَ انَا كَلْبُ!!".