سجل تريزيجيه هدفا لن يمحى من ذاكرة جماهير أستون فيلا لسنوات، بعدما قاد الفريق إلى نهائى كأس رابطة المحترفين الإنجليزية على حساب ليستر سيتى بطل الدورى الإنجليزى 2016 وأحد أقوى أندية البريميرليج هذا الموسم، ليحظى هو الآخر بليلة لن تنسى فى الفيلا بارك، حيث اقتحمت الجماهير أرضية الملعب للاحتفال بالفوز التاريخى الذى جاء بأقدام المصرى المنضم حديثًا هذا الموسم، وحملته على الأعناق عرفانا بجميله الذى قاد الفريق إلى المباراة النهائية لكأس الرابطة لأول مرة منذ 2010 عندما خسر أمام مانشستر يونايتد 2-12 فى ويمبلى.
ومسيرة تريزيجيه يمكن ملاحظتها من أدائه فى الملعب فهى مليئة بالاجتهاد والقتال دون أى خروج عن النص، وبدأت من قرية صغيرة بكفر الشيخ مرورا بصفوف الناشئين بالنادى الأهلى ثم فريقه الأول ليتأكد للجميع أن تلك الموهبة تستحق مكانا فى أوروبا وبالفعل بدأ مسيرته خارج مصر من الباب الكبير بصفوف أندرلخت أحد أهم مصدرى النجوم لأندية أوروبا في السنوات الأخيرة، لكن البداية لم تكن موفقة فقرر القتال والنزول عدة درجات من أجل المشاركة وهو ما تحقق بانتقاله إلى موسكرون البلجيكي الذى شهد بداية تألقه الحقيقية ومنه إلى قاسم باشا التركي الذى انتقده البعض عليه، لكن الفريق التركي الواعد كان يمتلك مشروعا مميزًا وبالفعل ظهر بشكل قوي في أول مواسم تريزيجيه معه، لكن بريق هذا المشروع بدأت يخف مع الوقت، ومعه تفكير تريزيجيه في الرحيل واتخاذ خطوة جديدة.
وجاء انتقال تريزيجيه إلى أستون فيلا بمثابة المفاجأة السعيدة ليصبح اللاعب الرابع في الدوري الإنجليزي مع المحمدي زميله في الفريق والنني في أرسنال ومحمد صلاح في ليفربول، ومع ظهوره فى أول يوم بألوان الفيلانز، ظهر التحول الكبير فى شخصية تريزيجيه الذى خرج من مصر لاعبا شابا يبحث عن فرصة، ودخل إنجلترا كنجم كبير ضمن مجموعة صفقات قوية أبرمها النادى الذى يمتلك حصة كبيرة من أسهمه رجل الأعمال المصرى ناصف ساويرس.
وعلى الرغم من بداية النجم المصرى البطيئة فى الدورى الإنجليزى واعتماد دين سميث مديره الفني عليه كجناح أيمن وهو المركز الذي لا يتألق فيه كثيرًا الفرعون، لكنه بدأ في التأقلم تدريجيا حتى أصبح أحد أهم نجوم الفريق في الموسم الجاري مع جريليش صانع الألعاب الهداف الذي خطف الأنظار من الجميع ومينجز المدافع القوى المنضم حديثًا لمنتخب إنجلترا، والآن أصبح اسم الفرعون مطروحا وسط نجوم الفريق هذا الموسم وجاءت مكافأة مجهوداته الكبيرة وقتاله فى خارج وداخل الملعب بحمله على أعناق الإنجليز تقديرا منهم للنجم الملتزم والموهوب.