انشغل الرأى العام فى مصر وخصوصًا الساعات الأخير بنتيجة المناقشة التى دارت بين الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، حول التراث وتجديده، والمعروف أن هذه القضية المتعلقة بالتراث تطرح بشكل دائم، وتثير الكثير من الجدل طوال الوقت، ولهذا توجهنا بالسؤال للدكتور شاكر عبد الحميد، أستاذ الفلسفة ووزير الثقافة الأسبق، حول مفهوم التراث والمعارك الدائمة حوله؟
أجاب الدكتور شاكر عبد الحميد: معركة التراث دائمًا ما تكون صراع على الماضى، مع أن المفترض أن يكون الصراع على المستقبل، حيث إن أى تراث هو تاريخ أى أمة، ولكن يجب علينا أن نفرق بين التراثى المضيء والمعتم، فالمضئ هو الذى يحمل القيم النبيلة والخير والتسامح وحرية الإنسان، ولكن المعتم هو الذى يقضى على مفاهيم ما ذكرناه.
وأوضح الدكتور شاكر عبد الحميد، أن هناك الكثيرين الذى يعيشون فى قوقعة لعدم فهمهم للواقع الخارجى، فكل من الأشاعرة والحنابلة وغيرهم من المفترض أن نتجاوزهم، وننطلق من التراث المضىء الذى يحل المعانى النبيلة، كما يجب أن ندخلها فى برامجنا التعلمية، ولا ننظر لكل ما يساعد على العنف والتشدد، فيجب أن يكون هناك تفكير مختلف، لتغير المستقبل، فالتراث ليس شيئا مقدسا والمقدس فقط هى الكتب السماوية، وما صح من السنة النبوية.
يذكر أن اليوم الثانى من مؤتمر الأزهر لتجديد الفكر الإسلامى، شهد جدلاً عقب كلمة الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، التى اعتبرها البعض تتعرض للمذهب الأشعرى، ما دفع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر إلى التعقيب على كلمة رئيس جامعة القاهرة، وبدأ الأمر فى التوتر، حيث تدخل الدكتور الخشت، قائلاً: موجها كلامه للإمام الأكبر: "أنا فى بيتك وبين أبنائك، فيه سوء التباس حضرتك حولتها معركة."
كانت مع الكلمة المقررة لرئيس جامعة القاهرة فى الجلسة الأولى باليوم الثانى لمؤتمر الأزهر لتجديد الفكر الدينى، حيث أكد الخشت أنه لابد من تجديد علم أصول الدين بالعودة إلى المنابع الصافية القرآن الكريم وما صح من السنة النبوية.
وتابع: "لن نستطيع أن نأت بخطاب دينى جديد إلا إذا غيرنا منهجيات وأسس الدراسات الدينية، فهناك خلط بين المقدس والبشرى، وهناك علم تفسير قديم يقوم على صحة وصواب الرأى الواحد، بينما القرآن يتسع لمعان عديدة ومتعددة كلها تحتمل الصواب وكلها ممكنة التنفيذ لابد من دراسات جديدة تتخلص من سيادة العقائد الأشعرية وتكوين رؤية جديدة للعالم، ولابد التمييز بين درجات الأحاديث الآحاد والمتواترة فلابد أن نفتح المجال للعلوم الإنسانية الحديثة.
من جانبه، عقب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قائلاً: إن إهمال التراث بأكمله ليس تجديدًا وإنما إهمال، مشيرًا إلى أن الأشاعرة لا يقوم منهجهم على أحاديث الآحاد، ويعتمدون على الأحاديث المتواتر، مشيرًا إلى أن التراث حمله مجموعة من القبائل العربية القديمة الذين وضعوا أيديهم على مواطن القوة والتاريخ، وأن العالم الإسلامى كانت تسيره تشاريع العلوم الإسلامية قبل الحملات الفرنسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة