تستعد دار الكرمة بالتعاون مع دار روايات لإصدار طبعة خاصة بمصر وشمال أفريقيا من رواية (حكاية الجارية) للكاتبة الكندية الكبيرة مارغريت آتوود، فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، وحكاية الجارية أو قصة الخادمة، رواية ديستوبية نشرت لأول مرة عام 1985، وتتناول الرواية قصة الخادمة "أوفريد" بعد سيطرة جماعة دينية مسيحية على السلطة فى الولايات المتحدة الأمريكية. وتناقش الرواية الاستعباد الذكورى للمرأة فى ظل المجتمعات الأبوية، والوسائل المختلفة التى استعادت فيها الشخصيات فردانيتها واستقلاليتها.
تنقسم رواية حكاية الخادمة إلى قسمين، الليل وأحداث أخرى مختلفة. تحكى الرواية قصتين، قصة "اوفريد" وقصة الخادمات، وفى الكثير من أجزاء القصة تنتقل "اوفريد" بين الماضى والحاضر خلال سردها للأحداث التى أدت إلى تدنى وضع حقوق المرأة، وتفاصيل حياتها اليومية فى الحاضر.
يشار إلى أنه تم اقتباس رواية حكاية الخادمة فى أعمال تلفزيونية وسينمائية كما فازت الرواية بعدة جوائز.
وتختزل الرواية قيمة المرأة فى قدرتها على الإنجاب فقط، أمّا فشلها فى ذلك فيعنى إرسالها إلى المستعمرات لتنظيف النفايات الإشعاعيّة، وهنا تتذكر أوفرد الأوقات التى عاشتها مع زوجها وابنتها، وفى وظيفتها قبل أن يسلبها الظلم حتى اسمها الحقيقى.
ويمثل الأدب الديستوبي، مرحلة ما بعد الحداثة، ظهر فى أعقاب الثورة الصناعية الأولى وازدهر فى مرحلة الأدب المعاصر نتيجة تنامى المخاوف من تحييد الصفة الإنسانية عن المجتمع الذى يخشى رواد هذا النوع من الأدب أن يصبح مجرد أداة إنتاج ليس أكثر.
كما شكل الديستوبيا مصدر وحى لروايات وأفلام الخيال العلمى التى تتسم بالنظرة القلقة تجاه مستقبل البشرية، لكن تبقى قيمة الديستوبيا فى أنها تسلط الضوء على قضايا اجتماعية وسياسية مهمة وتحذر من ازدياد رقعة الفقر والتفاوت الاجتماعى بين الشعوب.
وتعتبر الكاتبة الكندية مارجريت أتوود مؤلفة "حكاية جارية" واحدة من أهم الروائيات فى العصر الحديث، وهى كاتبة وشاعرة وناقدة أدبية وناشطة فى المجال النسوى والاجتماعى، ولدت فى 18 نوفمبر 1939، وحازت على جائزة آرثر سى كلارك فى الأدب والعديد من الجوائز والأوسمة الرسمية فى كندا وولاية أونتاريو.