لم تقصر الأوقاف فى تحديد زمن الخطبة لدعاتها والتأكيد عليه سابق كل جمعة مع إذاعة موضوعها الأسبوعى، فيما يتراوح ما بين بين 15 – 20 دقيقة كحد أقصى ، واثقة فى سعة أفقهم العلمى والفكرى، وفهمهم المستنير للدين، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة من ضبط للخطاب الدعوى، مع استبعاد أى خطيب لا يلتزم بموضوع الخطبة، مع تشديدها على جميع الأئمة الالتزام بنص الخطبة أو بجوهرها على أقل تقدير.
كل ما نبهت عليه الأوقاف، ووضعته من ضوابط يطيح به بعض الدعاة ليقف فى حالة وعظية مرتبكة تخالف ثوابت وضعتها وزارة بالتأكيد هى أكثر فهما وعلما لما تحتاجه منابرها أكثر من معرفة كل داعية على حده، ليقف دعاة الجزر المنعزلة فى حالة تيه رصدتها شكاوى تلقاها "اليوم السابع" عبر نافذة صحافة المواطن، ما يزيد من العبء الواقع على كاهل الوزارة، والذى يتسبب فى إجهاض لمحاولتها تجديد الخطاب الدينى بجهد جماعى وليس اجتهادات فردية فاشلة.
"نجوم الشباك" وجماعات الإسلام السياسى، كلاهما تلاعبا بالخطبة بأدائها بالألفاظ الرنانة والخطب النارية والقصص الخرافية وخطاب التفزيع والترهيب وعملية الإثارة، لتكوين هالة حول شخص الخطيب، لا حول موضوعها، ما يدعو إلى حسم خطاب المنابر فيما يشبه "تحديد أسلوب الخطيب" وتحديد شكل الخطبة، والتى وضع الإسلام لها ضوابط.
عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعضو مجلس إدارة مسجد الحسين، عبد الغنى هندى، أكد أن الإطالة فى الخطبة يعنى عدم تمكن الخطيب وأنه يفشل فى توصيل المعلومة المطلوبة لذاتها لتوجيه الناس، وليس للدعاية لنفسه أنه خطيب متمكن لتحقيق الشهر وأن يعرفه الناس، وأن يشار إليه بالبنان.
وحول تحرير وطبع وإصدار كتاب الأسلوب فى الخطابة لنضمن عدم الاسترسال، أكد "هندى" أنه يوجد محددات رئيسية لأسلوب ووقت وملامح الخطبة يخالفها كثير من الخطباء، وهذا الملامح تمنع من الارتجال الذى يضر بالخطاب ويجهل الخطاب الدينى رهن الاجتهادات التى تخالف صحيح السنة وقواعد الخطابة وتوظف المنابر لصالح البعض، وتزرع النرجسية والفشل فى الخطاب الدعوى وتحوله من خطاب جمعى إلى خطاب نرجسى شخصى.
وقال هندى، لـ"اليوم السابع": موجود كتاب لاسلوب الخطابة، ويتضمن أساسيات للخطبة لابد أن تشتمل هى: الحمد والشهادتين، وتلاوة آية وحديث، وأن تفيد افادة يحسن السكوت عليها، وان تشمل على خطبتين، فيما تضمنت فرعيات: أن تراعى مستوى المخاطبين، ومراعاة الوقت، وحال الناس، حيث إن راعى عدم الاطالة لظروف الناس، مؤكدا خطبة الوداع لم تستغرق 10 دقائق، مشيرا إلى أن الأيام أثبتت أن الإطالة لا تفيد وبلاغة الخطيب أن يوصل رسالة والتطويل علامة غير المتمكن.
علق الدكتور عبد الفتاح خضر، عميد كلية أصول الدين والدعوة، أن البخارى لم يوثق كل ماورد عن النبى، بينما وثق مسلم فى صحيحة بعض الأمور، ومعظم ما فاتهما وثقه الحاكم النيسابورى فى كتاب أسماه المستدرك، قاصدا أنه يستدرك على صحيحى البخارى ومسلم.
وأضاف خضر، لـ"اليوم السابع"، أن هذا لا يقلل من كتب الصحاح بل يكمل دورها ولولا قناعة الحاكم بانضباط كتب الصحاح لم استكمل عملا جعله مضافا إليها، وكل ذلك يعد توثيق لسنة النبى.
ومن جانبها شددت وزارة الأوقاف، على جميع الأئمة بالالتزام بنص الخطبة أو بجوهرها على أقل تقدير مع الالتزام بضابط الوقت ما بين 15 – 20 دقيقة كحد أقصى ، واثقة فى سعة أفقهم العلمى والفكرى ، وفهمهم المستنير للدين ، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة من ضبط للخطاب الدعوى مع استبعاد أى خطيب لا يلتزم بموضوع الخطبة، معلنة فى نظام ثابت لها إطلاق 18 نسخة مترجمة لخطبة الجمعة إضافة إلى الترجمة للغة الإشارة، مضيفة أن موضوع خطبة الجمعة (السماحةُ عقيدةً وسلوكًا والاصطفاف الوطنى واجب الوقت) يتناول الحديث عن السماحة وهى سلوك نبيل ينبغى أن يطبقه المسلم فى جميع مناحى الحياة، ومن ذلك: السماحة بين الزوجين، وكذلك السماحة مع الجيران، والسماحة فى الطرقات والمواصلات، وسماحة النفس بالمال، والسماحة فى البيع والشراء والاقتضاء.