عجز إعلام الاخوان عن تناول جريمة العنصرية التى تعرض لها الشاب المصرى عبد البارئ منسى فى إسطنبول ،على بعد خطوات قليلة من مقر بث هذه القنوات، رغم تناولها فى وسائل إعلام تركية ،وهو الأمر الذى فسره مراقبون بأن الحديث عن العنصرية داخل المجتمع التركى يعتبر من المحظورات التى قد تثير غضب النظام لاسيما أن هذه القنوات تبث من تركيا بطريقة عرفية وغير حاصلة على أى تصاريح قانونية.
جريمة عنصرية
تعود الواقعة إلى ما رواه الشاب المصري عبد البارئ منسى الذى يعمل مؤديا للمشاهد الخطرة "دوبلير" فى السينما التركية ،حيث أشار على صفحته عبر "الفيس بوك" إلى أنه تعرض لاعتداء بدنى من رجل تركى كان يظن انه سورى، ونشر صور له بعد تعرضه للاعتداء، وصور للرجل التركى الذى إعتدى عليه .
وأضاف :" كنت راكب مع أختي ومرات أخويا واختها وطفله رضيعة أتوبيس، واللي حصل اني جيت قبل المحطة اللي هنزل فيها وقفت وبجهز العربية لمرات اخويا عشان تحط فيها البيبي راح لقيت التركي ده واقف جنبي وباين عليه نظرات العصبية ومتعصب من كلامنا باللغة العربية والإنجليزية. مع العلم أن كلامنا في الأوتوبيس بدون صوت عالى خالص مراعات للركاب.
المهم ظن اننا سوريين "مع احترامي لأخواتنا السوريين وفجأة لقيته بيتعصب علىّ باللغة التركية، طبعاً أنا استغربت جداً لأني ملمسوتش اصلا ولا جيت جنبه فاقلتله هو انا جيت جنبك؟ مالك متعصب ليه؟.. قالى فواصل تعصبه.
رحت قايله انت عشان اكبر مني فانا محترمك لكن ألزم حدك وانا بتكلم راح بدأ الضرب وكان اول ضربة اللي كسرتلي أنفي وبدأت انزف دم وزق الطفله اللي كانت مع مرات اخويا وتعدى عليهم وسط الخناقة لأنهم اضطروا يحوشوا اللي بيحصل وانا طبعاً دفاعاً عن نفسي بدأت اروح اضربه هو كمان خلال الوقت ده الأوتوبيس وقف والناس اتلمت وقعدت تحجز والراجل بدأ يتهجم تاني بدأت ادافع واروح اضربه وهكذا، جه يجري يركب الاوتوبيس رحت وراه عشان انزله وقلت للسواق مش هتتحرك كان في صفه، رحت سايبهم ورحت وقفت قدام الأوتوبيس وقلتله مش هتمشى."
وتابع: الإسعاف وصلت واخدتني على المستشفى طبعاً في كدمات كتير في وشي وراسي وشرخ في صوابع إيدي الإتنين ولما رحت المستشفى طلبت اعمل التقرير والراجل اخدوه على القسم وفضل هناك من 5 الى 6 ساعات لحد لما انا اجي وادلي بإفادتي لكن اصريت اني اروح تاني يوم عشان كنت مريض ودايخ ومش قادر اروح.
وبعد كدة رحت أدليت بإفادتي تانى يوم ومنتظر تحديد جلسة للقضية.
والشرطة قدمت طلب عشان آخد الفيديو من الأوتوليس ويتضاف فى القضية."
وأضاف :" الشاهد اني شايف ان الموضوع بقى زايد اوي في موضوع العنصرية ده وبقت حاجة تقرف فلازم ناخد موقف. عشان كدة ياريت لو في حد شغال في مواقع إخبارية في تركيا آكون ممنون وشاكر للمساعدة عشان نقدر نوصل ده للإعلام والحكومة عشان يتاخد موقف من التعدي على محارمنا."
الإعلام التركى يتناول القضية وإعلام الاخوان يلتزم الصمت
اللافت أن الإعلام التركى تناول القضية بالفعل، حيث نشرت الواقعة فى عدد من الصحف التركية مثل ينى شفق ، سى إن إن التركية ،ووكالة سبوتنيك التركية ،وجريدة حرييت ،لكن إعلام الإخوان لم يجرؤ على تناولها خوفا من إغضاب السلطات التركية ،رغم أن الواقعة حدثت داخل إسطنبول حيث مقر بث هذه القنوات.
من جانبه أكد موقع تركيا الآن، التابع للمعارضة التركية، أن مواطن تركي اعتدى على مصري مقيم في تركيا يعمل ممثل دوبلير لاعتقاده في كون الممثل سورى الجنسية، قائلة إن عبدالباري منسي تعرض يلعب دور الدوبلير في المسلسلات التركية مثل عاصمة عبد الحميد والمحافظ ومحمد الفاتح، للضرب المبرح من مواطن تركى بمدينة إسطنبول.
وقال موقع تركيا الآن، إن مواطنًا مصري يلعب دور "الدوبلير" في المسلسلات التركية كان في حافلة مع شقيقته وزوجة أخيه وابنه أخيه ذات الثلاثة أشهر وعند استعداده للنزول منها دعاه شخص لا يعرفه وقال له "لماذا تضييق عليَّ؟"، فرد عليه قائلًا «أنا لم ألمسك» إلا أن الآخر تصرف تصرفًا عنيفًا وقال له «اخرس وإلا سأضربك» فقال المصري «أنا محترم سنك كما أن عائلتى معى لذلك التزم جدًا» فتلقى ضربًا مبرحًا من المواطن التركي، واستمر الضرب لعدة دقائق أسفر عن كسر أنف وذراع منسي كما تعرضت شقيته وزوجة شقيقه للضرب أثناء محاولاتهما فض الشجار.
وتابع موقع تركيا الآن: عقب انتهاء الشجار نزل "منسي" من الحافلة فسمع المواطن التركي وهو يصيح ويتفوه بعبارات تسيء للسوريين فأدرك الرجل المصري أن الرجل كان يظنه سوريًا فقال: "لا يستحق أي شخص هذا الهجوم وليس من المهم أن تكون مصريًا أو سوريًا ولكن الأهم هو احترامنا لبعضنا البعض"، واتصل منسي بالشرطة وألقي القبض على المواطن التركي ونقل المواطن المصري منسي للمستشفى لتلقي العلاج بها.
محمد حامد الخبير فى الشئون التركية أكد ان الاعلام الإخوانى هو إعلام يغطى نصف الحقيقة ،ولا يجرؤ على ان ينطق باى شئ يشعر انه قد يغضب السلطات التركية ،وأشار إلى ان هذه الواقعة تكشف زيف الانتقادات التى يوجهها الاخوان للاعلام المصرى ،مضيفا :"هذه واقعة تتعلق بانتهاك كرامة مواطن مصرى ،وقعت بالقرب منهم لكنهم جبنوا عن أن يتحدثوا عنها من أجل إرضاء أردوغان"
وأشار حامد إلى أن هناك موجة من العنصرية تتنتشر فى الاوساط التركية تحديدا ضد السوريين ،حيث يعتقد البعض أن السوريين حصلوا على الوظائف على حساب الأتراك ،وهذا الإعتقاد إنتشر بقوة بالتزامن مع إنكماش الإقتصاد التركي فى 2013 ،ووقعت بعض الأحداث منها مثلا إبلاغ الشرطة عن اماكن تواجد التراك ،وكذلك حظر كتابة أسماء المحلات باللغة العربية للحفاظ على الهوية التركية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة