في نظرة سريعة لأسبوع غنى بالأحداث الهامة على الصعيد المحلى، كان أبرز ما جاء فيه هو قرار المحكمة الإدارية العليا بحظر النقاب علي عضوات هيئة التدريس بجامعة القاهرة، والذى لاقى استحسان و ترحيب الكثيرين مثلما لاقي تماماً رفض و استياء الكثيرين أيضاً.
لن أتطرق لفرضية الحجاب ووجوبه علي نساء المسلمات من عدمه، إذ أن هناك اختلاف و تضارب بإقرار هذا الفرض بين كبار أئمة الأزهر وعلمائه، لكنني سأتوقف فقط عند النقاب الذي تم حظره علي عضوات هيئة تدريس الجامعة، والذي ليس بفرض علي الإطلاق.
آي نعم:
الحرية باختيار الزي المناسب لابد و أن تكون ممنوحة للجميع بغض النظر عن ربطها بفروض الدين، فمن تود أن ترتدي الحجاب عن قناعة أو لأسباب أخري شكلية لا علاقة لها بالدين كما يحدث كثيراً فهي حرة ، و من ترغب بارتداء النقاب حرة ، و من لا ترغب هي الأخري حرة.
ولكن:
هناك محاذير علي فئة بعينها تعمل بجهات رسمية ووظائف حيوية لا يجب أن يكون هذا النقاب حائلاً بينها و بين الأخرين في عملية التواصل و التي تعتمد بشكل أساسي علي العينين و تعبيرات الوجه إلي جانب الصوت، بل هي الأقوي و الأكبر تأثيراً، فإن ارتضت المرأة المتعلمة العمل و التفاعل بالمجتمع و خدمته ، فعليها أن تتحلي بالقوة و الثقة بالنفس و ترتضي هذه المواجهة دون الإختباء خلف أي قناع يفقدها القدرة علي التواصل و التأثير و خاصة إن لم يكن فرضاً دينياً عليها.