تمر اليوم ذكرى رحيل الكاتب الفرنسى الجزائرى الشهير ألبير كامو صاحب رواية الغريب، الذى مات فى 4 يناير من عام 1960، وكانت نهاية "كامو" فى حادث سير، لكن التأويلات لا تزال مستمرة فى تفسير موته البعض يراه انتحر وقليلون يؤكدون مقتله.
ربما قصة مقتل ألبير كامو غير مؤكدة أو غير ثابتة لكن البعض يذهب إلى أن النهاية كانت نتيجة لحادث مدبر من قبل السوفييت، الذين لم يحبوا الكاتب الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1957.
أما الذين رجحوا فكرة الانتحار فاعتمدوا على أن الفيلسوف والروائى العبثى ألبير كامو كان يرى عدم وجود معنى للحياة، وبالتالى عدم وجود جدوى لكل ما يفعله الإنسان من عملٍ أو مجهود، فكل ذلك فى رأيه كان سيضيع سدىً بما أن نهاية البشر فى الأخير هى العودة من جديد إلى العدم أو اللاشىء.
لذلك شبّه كامو معاناة الإنسان فى هذه الحياة بمعاناة (سيزيف)، وسيزيف هذا هو شخصية يونانية أسطورية عبثت مع ملَك الموت حسب المعتقدات الإغريقية، فغضب منه الإله الأكبر (زيوس) وعاقبه بأن جعله يحمل صخرة كبيرة لأعلى أحد الجبال، ثم ما إن يصل للقمة حتى تعود الصخرة للتدحرج إلى الأسفل، ثم يجبره زيوس على حملها مرة أخرى لأعلى الجبل وهكذا، فى عقاب أبدى ومجهود قاسٍ ليس له أى معنى ولا جدوى.
ويرى ألبير كامو أنه حتى يخرج الإنسان من مأزق المجهود الروتينى السيزيفى القاتل والخالى من الجدوى، فإن أمام البشر حلّين لا ثالث لهما، إما الانتحار والتخلّص من هذا الألم، أو التمرّد والخروج تماماً عن المألوف، والحل الثاني هو ما يفضّله كامو، بعد أن فصّل في هذه القضية الفلسفية في كتابيه: أسطورة سيزيف، والإنسان المتمرد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة