ذكرت مصادر إعلامية فى المانيا، أن تدخل تركيا عسكريا فى ليبيا ما هو إلا ذريعة يراد بها استهداف آبار النفط والغاز الليبية لتمكين الرئيس رجب طيب أردوغان من تحقيق مكاسب شخصية، فى ظل مواجهته سلسلة من الإخفاقات السياسة والاقتصادية فى الداخل التركى، مع تداعى شعبيته وتردى الأوضاع الاقتصادية.
وأوضحت الصحف الألمانية اليوم السبت أن شعبية أردوغان حاليا تعد فى أدنى حالاتها، بالإضافة إلى تدنى قيمة العملة المحلية وتكرار الأزمات الاقتصادية التى صعدت من وتيرة الانتحار الجماعى داخل البلاد، وأفقدت أردوغان دعم الأتراك له، وهو ما ترجم من خلال الهزائم السياسية المهينة التى منى بها الرئيس التركى، خلال عدة جولات انتخابية بمدن تركية كبرى.
وعليه، لجأ أردوغان إلى حيلة سياسة معهودة منذ القدم فى سبيل وقف نزيف إخفاقاته المتلاحقة، تتمثل فى استغلال التواجد عسكريا فى ليببا لاستنفار روح الوطنية لدى الشعب التركى، فى محاولة واضحة لحشد داعمين له خلال أى انتخابات تركية تجرى فيما بعد، حيث يتوقع بعض متابعى الشأن التركى أن يلجأ أردوغان لتقديم موعد إجراء انتخابات رئاسية هذا العام بدلا من 2023 كما هو مقرر.
وأشارت الصحف الألمانية إلى أن تركيا لديها أطماع اقتصادية واضحة من وراء تورطها عسكريا فى ليبيا، حيث يتضمن الاتفاق الذى أجرته القيادة التركية مع فايز السراج فى ليبيا، بندا يتعلق بالحدود البحرية الدولية التى أعيد رسمها لصالح أنقرة، مما سيخول الجانب التركى إمكانية النفاذ إلى احتياطيات الغاز الضخمة المكتشفة قبالة الساحل الجنوبى لقبرص منذ حوالى 10 سنوات.
هذا وقد سجلت الليرة التركية، خلال تعاملات اليوم السبت تراجعا جديدا أمام الدولار ليصل إلى 5.97 ليرة، بعدما كانت قد انخفضت أمس لأدنى مستوى لها أمام الدولار فى قرابة شهر.