- المحافظة تراجع موقف مواقع 26 محجرا
- "المستثمرين": 12 مليار جنيه استثمارات "الأحمر"
"كنز أسوان" الذى اشتهرت به على مدى العصور، وكان شاهداً على بناء الحضارة، ويعد أحد عوامل إنشاء وتشييد العديد من التراث والتاريخ والآثار، ليس فى أسوان فقط ولكن فى مصر عامة، وهو "الجرانيت" أو "الصخر الأسوانى" وتعد محافظة أسوان من أهم مناطق خام محاجر الجرانيت، ويتميز الجرانيت بصلابته فى التشييد والبناء وكذلك جمال لونه، ومنه صُنع السد العالى وخزان أسوان وسبق ذلك بناء المعابد والمسلات والتشييد الفرعونى للآثار المصرية القديمة سواء فى أسوان أو الأقصر أو غيرهما من صخور أسوان.
"اليوم السابع" يسلط الضوء على "كنز أسوان"، والذى يقدر خبراء المحاجر الاحتياطى منه بحوالى 700 مليون طن، ولم يستغل بعد، وهناك العديد من المواقع التى يتواجد بها خام الجرانيت على مستوى المحافظة، وهناك أيضاً خام الرخام والذى يتواجد على هيئة طبقات تصاحب صخور الشيست المتاخمة لصخور السربنتين، ويأخذ الرخام ألوان من الأبيض إلى الأسود مروراً باللون الرمادى ويقدر الاحتياطى من خام الرخام بحوالى 360 مليون م3 ، ويتواجد بعدد من المناطق جنوب أسوان.
قال سطوحى مصطفى، رئيس جمعية المستثمرين والصناعات الصغيرة بأسوان، إن أسوان غنية بالحجر الرملى والذى يتواجد على هيئة طبقات متقاربة السُمك، ويتكون من حبيبات رملية متماسكة ويتميز بألوان متعددة لاحتوائه على أكاسيد الحديد، ويستخرج ليستخدم فى أعمال البناء وتكسبات جسور النيل، وصناعة أحجار الطواحين وشحذ الأسلحة ، وأحياناً للزينة ويتواجد فى أماكن متعددة جنوب وشمال أسوان، وهناك أيضاً الرمال والتى توجد على هيئة طبقات رسوبية وتستخرج من أماكن متفرقة وهى على أنواع منها رمال المبانى والرصف والزينة والمسابك والمرشحات والرمال البيضاء لصناعة الزجاج حيث تحتوى على نحو 95 إلى 99 % سليكان وخالية من أكسيد الحديد والمواد الطفلية وتوجد بكميات اقتصادية بطريق ادفو / مرسى علم ومنطقة أبو سمبل بالضفة الغربية لبحيرة ناصر .
وأضاف رئيس جمعية مستثمرى أسوان، أن أسوان تضم أيضاً "الزلط" وهو يختلف فى الأصل فبعضه نارى والبعض الأخر رسوبى صلب وأفضل الأنواع الزلط السيليسى ويستخدم الزلط فى أعمال رصف الطرق والأعمال الإنشائية وصناعة المواسير الخرسانة ويتواجد فى أماكن متفرقة جنوب وشمال أسوان، وبالنسبة للحجر الجيرى والذى يتواجد بمنطقة عرب كوم امبو حتى جبل السلسلة وتمتد غرباً حتى مجرى النيل بامتداد 32 كم من الطويسة حتى جبل السلسلة شمالاً ، ويظهر الحجر الجيرى على سطح الأرض فى منطقة فطيرة شمال كوم امبو ويقدر الاحتياطى بحوالى 500 مليون طن على الأقل ، هذا بخلاف الكميات الهائلة الموجودة فى الصحراء الغربية، وهناك أيضاً خام البنتونايت يستخرج من منطقة كركر يتواجد على هيئة طبقة أفقية بالقرب من السطح بمتوسط سمك 1 متر تقريباً ، تعلوها طبقات من الحجر الجيرى والطفلة والحجر الرملى ويحتوى البنتونايت على العديد من المعادن كالسليكا والألومينا والكالسيوم وأكسيد الماغنسيوم وأكسيد الصوديوم ، ويستغل هذا الخام بطريقة المنجم المكشوف ثم يفرز ويستخدم البنتونايت محلياً فى عمليات الحفر بحثاً عن البترول والمياه الجوفية وأعمال المسابك.
وفى سياق متصل، أوضح محمد عبد ربه رئيس لجنة التعدين بجمعية المستثمرين، بأن القانون الجديد يمنع تصدير الخامات بهيئتها لأنها خامات ناضبة ويلزم المصدر بعمل قيمة مضافة قبل تصديرها للحصول على أسعار أفضل وتشغيل عمالة وعمل دورة تصنيعية لها، مشيراً إلى أن متوسط أجر العامل حد أدنى 100 جنيه، وحد أقصى 200 جنيه فى اليوم مقابل استخراج وتصنيع خامة الجرانيت.
وأشار عبد ربه، إلى استغلال هذه الثروات التعدينية يأتى من خلال عمل خريطة اقتصادية للتعدين ويتم التعامل معها معاملة المحميات الاقتصادية قانونا حتى لا يتكرر إهدار لهذة الثروة كما حدث من قبل مع خام الجرانيت الأحمر والذى يقدر بـ12 مليار جنيه وتم إنشاء منطقة سكنيه فوقه بمنطقة المحمودية بمدينة أسوان وايضا تكرارها مرة أخرى بمنطقة العقاد كما لو كان هناك من يتربص لإهدار هذه الثروات فى غفلة من الضمير حيث أن متر الجرانيت أغلى من برميل البترول.
ولفت إلى أن منطقة الشلال غنية بالجرانيت الأسود والأحمر والأعلى ثمنا الأسود حيث يتراوح سعر المتر فى المتر المضلع 300 جنيه تقريبا والجرانيت الخام يتم ارساله إلى القاهرة بعد تقطيعه إلى بلوكات وهناك يتم نشره وتلميعه وتصنيعه للأرضيات وتجليد الحوائط والبلوك متوسط 8 فى 4 بحوالى 30 الف جنيه، أما فى منطقة العلاقى يوجد الجرانيت الملون "الرماديات والروزا والأخضر والأصفر والأبيض وجرانيت "السولمان "الذى استخدم فى مكتبة الإسكندرية، ويوجد بأسوان 9 مصانع لتصنيع الجرانيت مجهزة بمعدات حديثة يتم فيها مراحل النشر والتلميع والتجهيز للتركيب و10 تحت الإنشاء وهناك طلبات مقدمة من مستثمرين لإنشاء 45 مصنع للجرانيت، والعمل بالمصنع طوال 24 ساعة متواصلة ومتوسط كل مصنع 120 ألف جنيه مرتبات عمالة حيث يكون العمل من 2 إلى 3 ورديات حسب كل مصنع.
فى المقابل، أكد اللواء حازم عزت، السكرتير العام لمحافظة أسوان، أن لجنة فنية برئاسته تفقدت مواقع ٢٦ محجرا بمحافظة أسوان تضم اللجنة فى عضويتها مديرى إدارة المحاجر ومشروع المحاجر، بالإضافة إلى ممثلى إدارة البيئة وجهاز شئون البيئة ، بجانب رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة أسوان ومسئولى التنظيم والإدارة الهندسية وحى جنوب بالوحدة المحلية، بهدف تفقد كافة مواقع المحاجر المتاخمة للكتلة السكانية والوقوف على مدى تأثيرها على المساكن المقامة من عدمه ، فضلًا عن المعاينة من أرض الواقع لمختلف الحدود والأبعاد والمساحة المحددة لكل محجر والتأكد من موقفها القانونى ومستندات التراخيص الخاصة بها ومدتها.
وتابع اللواء حازم عزت، بأنه شدد على مديرى إدارة ومشروع المحاجر خلال المرور الميدانى بضرورة عرض تقرير يومى ومعتمد من الجيولوجين المختصين لبيان الموقف الحالى للمحاجر وآلية عملها ومدى صلاحية تراخيصها موجهًا مسئولى مجلس المدينة بسرعة مراجعة مستندات الملكية والموقف الإنشائى والقانونى للمبانى والبيوت والعمارات السكنية القائمة أو الجارى إنشاؤها فى محيط المحاجر الجرانيتية ، مع ضرورة إعداد حصر كامل بجميع قرارات الإزالة الصادرة مسبقًا للمبانى والمنشآت المخالفة ، بجانب سرعة إتخاذ الإجراءات وإستصدار القرارات اللازمة لإزالة كافة التعديات الواقعة فى محيط هذه المحاجر ، بالاضافة إلى التنسيق مع مديرية الأمن من أجل التجهيز لشن حملات مكثفة لتنفيذ قرارات الإزالة وذلك حفاظًا على المخزون الإستراتيجى الفريد الذى تمتلكه المحافظة من الخامات المحجرية المختلفة وعلى رأسها خام الجرانيت بأشكاله المتنوعة .
كما طالب اللواء حازم عزت من المستثمرين وأصحاب المحاجر بضرورة وضع لافتات وعلامات حدودية وتوضيحية تبين أبعاد كل محجر ومساحته ومدة ترخيصه، مؤكداً أنه سوف يتم إعداد تقرير كامل ومفصل عن جميع أعمال اللجنة ونتائجها وعرضه على محافظ أسوان من أجل فحصه ودراسته تمهيدًا لاتخاذ القرارات والتوجيهات اللازمة والتى تصب فى إعلاء الصالح العام وتحقق الاستفادة والاستثمار الأمثل لخام الجرانيت ذو الجودة العالية والذى يعد من أهم مصادر الثروة الطبيعية والمحجرية التى تمتاز بها المحافظة ، مع مراعاة الحفاظ على أمن وسلامة الكتلة العمرانية المتاخمة لمنطقة المحاجر وامتدادها المستقبلى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة