إذا فتشت فى تاريخ العثمانيين، فلا تجد نقطة مضيئة واحدة، وعلى النقيض، تجده مليئا بجرائم القتل والغدر والخيانة وشراء الولاءات وعقد التحالفات المشبوهة، والأطماع فى ثروات ومقدرات الشعوب الأخرى، واعتبارها غنائم لهم.
وخلال الأيام القليلة الماضية، فوجئنا بالرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، يطالب قواته البحرية بالاستعداد الجيد، واستعادة مجد جدهم العثمانى «خير الدين بربروس» باعتباره قائدا للبحرية والأسطول العثمانى، والذى سيطر على البحر المتوسط، منذ 5 قرون تقريبا.
مطالبة أردوغان لقواته البحرية السير على نفس نهج ما فعله «خيرالدين بربروس» يكشف عن مخطط تركيا لممارسة البلطجة البحرية فى منطقة شرق المتوسط، دون الالتزام بالقوانين والشرعية الدولية، وضربها عرض الحائط، إذا ما وضعنا فى الاعتبار أن تاريخ «خير الدين بربروس» ملطخ بالقرصنة والسلب والنهب، قبل أن ينضم تحت لواء السلطان العثمانى، سليمان القانونى.
خيرالدين بربروس، يعود أصوله إلى جزيرة «ميدلى» اليونانية، وكان مفتونا بشقيقه «عروج» الذى كان يمارس أعمال القرصنة والسطو والنهب للسفن فى البحر المتوسط، وعقب وفاة شقيقه، حمل لواء القرصنة والعربدة وسيطر على منطقة المتوسط، فقرر السلطان العثمانى ضمه «للقراصنة» الأتراك سنة 1518.
العثمانيون، دعموا قراصنة خيرالدين بربروس بالمال والجنود الإنكشاريين، وأطلقوهم لنهب أموال العرب فى شمال أفريقيا، ومارسوا أعمال السلب والنهب والقتل، واغتصبوا النساء فى جرائم يندى لها الجبين، بينما لم يتحركوا نحو الأندلس لإنقاذ رقاب المسلمين من تحت السيوف، وصرخات استغاثتهم التى هزت شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ما يؤكد أن تاريخ العثمانيين قائم على السلب والنهب، دون النظر لدعم الإسلام.
خير الدين بربروس، نشط فى نهب السفن، وسيطر على الجزائر، لتكون نقطة انطلاقته فى نهب السفن وبيع الأسرى المسيحيين أو الحصول على الفدية لتحريرهم، ووجه أطماعه نحو تونس التى كان يحكمها السلطان مولاى حسن، إلا أن الأسطول الإسبانى تصدى له، فقرر الانتقام من الإسبان فاقتحم جزيرة مينوركا الإسبانية ودمرها، وأسر 6 آلاف من أهلها وقدمهم هدية للسلطان سليمان القانونى.
نجاحات خيرالدين بربروس، فى أعمال القرصنة والسلب والنهب دفعت السلطان سليمان القانونى، إلى منحه لقب «الأدميرال العظيم»، ووضعه على رأس الأسطول العثمانى.
وعندما اندلعت الحرب بين فرنسا وإسبانيا، قرر السلطان العثمانى مساندة فرنسا، وأمر خيرالدين بربروس بالتوجه بالأسطول إلى فرنسا لدعمها ضد الإسبان، وفى أثناء عبوره مضيق «ميسين» هاجم مدينة «ريدجو» وأنزل 12 ألف جندى إنكشارى لنهب المدينة وسبى نساءها، وعندما وصل إلى فرنسا، بدلا من أن يدعمها، أعطى إشارته لقراصنته لممارسة أعمال السطو والنهب فى قرى ومدن فرنسا حليفة السلطان، وهو ما يعكس مدى الغدر والخيانة التى تسكن جينات الأتراك أبا عن جد، وممتدة حتى الآن.
هذا هو «خيرالدين بربروس» القرصان المجرم، والذى ارتكب مذابح ومارس أعمال سلب ونهب وسبى النساء، فى البحر الأبيض المتوسط، والمدن المطلة عليه، والذى يطالب أدروغان من قواته البحرية أن يتخذوه قدوة، ويكرروا نفس جرائم السلب والنهب والقرصنة فى منطقة شرق المتوسط وليبيا.