العديد من المركبات الكيميائية المختلفة الموجودة في الكريمات ومستحضرات التجميل وغيرها من المنتجات الاستهلاكية الموضعية تثير ردود فعل تحسسية في الجلد، حيث توحي أبحاث جديدة بأن الطريقة التي تحل بها بعض المواد الكيميائية محل الجزيئات الطبيعية التي تشبه الدهون في خلايا الجلد، قد تكون هي السبب في ردود الفعل التحسسية.
وفي الوقت الحالي، تعد الطريقة الوحيدة لإيقاف التفاعلات الحساسية على الجلد، عن طريق تحديد وتجنب الاتصال بالمادة الكيميائية المخالفة التى يعتقد أنها السبب، حيث يقترح بحث جديد علاج جديد للطفح الجلدي.
هذا الاكتشاف، الذي نشر في مجلة " Science Immunology " ، يشير إلى أن احتمال أن التهاب الجلد التحسسي، يمكن إيقافه عن طريق تطبيق نوع من الدهون على الجلد لإزاحة تلك المواد التي تسبب رد الفعل المناعي.
والطريقة الوحيدة حاليا لوقف التهاب الجلد التماسي التحسسي هي تحديد وتجنب ملامسة المادة الكيميائية المخالفة، فالمراهم الموضعية يمكن أن تساعد في تهدئة الطفح الجلدي، الذي عادةً ما يكون واضحًا في أقل من شهر.
وفي الحالات الشديدة ، قد يصف الأطباء أدوية الستيرويدات القشرية عن طريق الفم ومضادات الالتهابات التي تثبط الجهاز المناعي، مما يزيد من خطر الالتهابات والآثار الجانبية الأخرى.
كيف تبدأ الحساسية على الجلد
يبدأ تفاعل الحساسية على الجلد عندما تتعرف خلايا T في الجهاز المناعي على مادة كيميائية غريبة، ولا تتعرف هذه الخلايا التائية بشكل مباشر على المواد الكيميائية الصغيرة ، أنما تحتاج هذه المركبات إلى الخضوع لتفاعل كيميائي مع بروتينات أكبر بالجسم، من أجل أن تكون مرئية للخلايا المناعية.
ومع ذلك، ووفقا للبحث فإن العديد من المركبات الصغيرة في منتجات العناية بالبشرة التي تؤدي إلى التهاب الجلد التماسي التحسسي تفتقر إلى المجموعات الكيميائية اللازمة لحدوث هذا التفاعل، فهذه المواد الكيميائية الصغيرة يجب أن تكون غير مرئية للخلايا التائية ، لكنها ليست كذلك.
ويعتقد الباحثون أن هناك جزئ موجود بوفرة على الخلايا المناعية في الطبقة الخارجية للجلد، قد يكون مسؤولاً عن جعل هذه المواد الكيميائية مرئية للخلايا المناعية T.
وفي الدراسة الحالية، التي أجريت على الخلايا البشرية في زراعة الأنسجة، وجد الباحثون أن العديد من المواد الكيميائية الشائعة المعروفة بإحداث التهاب الجلد التماسي التحسسي كانت قادرة على الارتباط بجزيئات على سطح خلايا الطبقة الخارجية للجلد وتكون قادرة على تنشيط الخلايا التائية بالجهاز المناعى.
وشملت هذه المواد الكيميائية مواد مثل "بلسم بيرو" و "بيرنيسول" ، والتي توجد في العديد من منتجات العناية الشخصية، مثل كريمات البشرة ، ومعجون الأسنان، والعطور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة