أصبحت الولايات المتحدة وإيران فى أعلى نقاط المواجهة، وحسب الردود ستكون النتائج عقب اغتيال قاسم سليمانى أعلنت إيران على لسان قادتها تهديدات صريحة بضرب المصالح الأمريكية، ولم تتأخر الولايات المتحدة فى الرد بتهديدات مباشرة. هناك مصالح للولايات المتحدة مقابل مصالح لإيران، وهو ما يجعل الحسابات فى الواقع غيرها فى إعلانات الدعاية والبيانات التى توجه للإعلام من قبل قيادات سياسية.
قيادى بالحرس الثورى أعلن أن إيران ستعاقب الأمريكيين أينما كانوا ردا على مقتل سليمانى وقال غلام أبو حمزة إن 35 هدفا أمريكيا حيويا فى المنطقة بالإضافة لتل أبيب «فى مرمى القوات الإيرانية، وأن على أمريكا وإسرائيل أن يشعرا بالذعر، وأشار إلى مضيق هرمز كطريق حيوى للغرب، وممرا لعبور عدد كبير من المدمرات والسفن الحربية الأمريكية ومعه بحر عمان والخليج، وأن إيران تحتفظ بحقها فى الانتقام من أمريكا».
كتائب «حزب الله» فى العراق، حذرت من الاقتراب للقواعد الأمريكية فى العراق، وتم إطلاق بعض الصواريخ على المنطقة الخضراء، وبالتالى تم سحب توابع إيران فى العراق للمواجهة.
ونقلت قناة الميادين، عن مسئول فى حزب الله اللبنانى، قوله، إن رد «محور المقاومة» سيكون حازما، مع إشارات إلى الميليشيات الإيرانية فى كل من لبنان واليمن أو العراق. وقال محمد رعد زعيم كتلة الوفاء التابعة لحزب الله فى البرلمان اللبنانى إن الأمريكيين سيشعرون بأنهم أخطأوا باغتيال سليمانى.
التهديدات الإيرانية توسع جبهات المواجهة وفى المقابل تقف إسرائيل على الخط لكونها ضمن التهديدات.
لم يتأخر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى الرد، وغرد على بأن «القوات الأمريكية حددت 52 هدفاً إيرانيا ستضربها فى حال حاولت طهران استهداف أى أمريكى، فى رد على أن الإيرانيين أمامهم 35 هدفا أمريكيا بالإضافة لإسرائيل. قال ترامب: «أحذر إيران من ضربها بشكل سريع وقوى، فى حال استهدافها لأى أمريكيين أو قواعد تابعة للولايات المتحدة الأمريكية.. لا نريد مزيدًا من التهديدات». دونالد ترامب يقترب من الانتخابات ولا يريد أن يظهر فى صورة الضعيف.
إيران يمكنها تنفيذ تهديداتها لكنه بالطبع ستكون فى مرمى الرد الأمريكى فى العراق ولبنان فضلا عن إيران، طهران تتحدث عن ميليشياتها التى تنتشر فى أربع دول. توجيه تهديدات إلى إسرائيل من شانه أن يشعل مواجهة مع حزب الله، إسرائيل هددت من قبل باستهداف منشآت نووية فى إيران.
توسع المواجهة وارد أن يتم تنفيذ عمليات ضد الولايات المتحدة مثلما جرى فى الثمانينيات من القرن العشرين، لكن الوضع أكثر تعقيدا، إيران وقتها لم تكن لديها كل هذه المصالح التى يمكن ضربها، ولديها ميليشيات فى أربع دول ستكون فى مرمى النيران الأمريكية، وهو ما أدركه دونالد ترامب عندما رد على التهديدات بتهديدات صريحة.
المواجهة واردة، وأيضا من الوارد أن دفع التدخلات الدولية إلى تهدئة تقلل من الخطر، بعد الوصول إلى حافة الحرب، وكل طرف يسعى للاحتفاظ بالموقع المسيطر، وعلى إيران أن تحسب تحركاتها، لأن الرد الأمريكى سيكون مباشرا وليس بالوكالة، فضلا عن أن المواجهة ستكون أيضا ضد توابع طهران فى كل من العراق ولبنان وربما اليمن. والولايات المتحدة تحشد قوات بالآلاف فى الشرق الأوسط وترفع الطوارئ على حاملات الطائرات، وفى قواعدها الكبرى ومنها قاعدة «العيديد» فى قطر التى خرجت منها الطائرة التى قصفت سليمانى، وبالطبع فإن التحركات الأمريكية سوف تنطلق إما من حاملات الطائرات أو من العيديد، وهو ما يجعل إيران فى مأزق مع حليفتها قطر، إذا أرادت الرد على الأرض بقصف القاعدة الأمريكية فإنها تكون قد وجهت ضربة إلى قطر.
هناك معادلات صعبة أمام إيران ربما تراجعها أو تكتفى بالتهديدات أو أعمال صغيرة من خلال وكلاء، مثلما يجرى فى العراق، حيث تتحرك قوات حزب الله هناك، بإطلاق صواريخ على القوات الأمريكية، أو يتحرك تيار إيران فى البرلمان العراقى لطرح مشروع قانون بإنهاء الوجود الأمريكى فى العراق فى وقت ماتزال المظاهرات العراقية مستمرة ضد الوجود الإيرانى.
كل هذا يجعل الحسابات معقدة لدى كل طرف، ويجعل التهديدات المعلنة تختلف عن احتمالات التنفيذ.