التشريع القانونى للمحافظة على حقوق الشواذ، والمثليين جنسيا، فى تركيا يعود إلى الدولة العثمانية عام 1858 ثم تم تقنينه، عند الإعلان عن تأسيسها فى 29 أكتوبر 1923.. وينص القانون التركى، على أن لدى الأفراد من المثليين والمثليات ومزدوجى التوجه الجنسى والمتحولين جنسيا الحق فى طلب اللجوء لتركيا بموجب اتفاقية جنيف منذ عام 1951، كما تم السماح للمتحولين جنسيا بتغيير جنسهم.
ولا يعتبر النشاط الجنسى المثلى بين البالغين بالتراضى جريمة فى تركيا، وأن السن القانونى للمثليين جنسيا هو 18 عاما، وفى يوليو عام 2014، قضت المحكمة العليا فى تركيا بأن أى إشارة للمثليين بأنهم «منحرفون» تمثل خطاب كراهية..!!
كما يرصد تاريخ تركيا، منذ الآباء العثمانين، استقدام المرتزقة واللصوص، على أراضيها، وضمهم للجيش، واستفحل الأمر فى عهد السفاح «سليم الأول».. وشهدت تركيا على يد رجب طيب أردوغان، توسعا مخيفا فى عمليات الاستعانة بالمرتزقة والإرهابيين «الإخوان والدواعش والقاعدة وجبهة النصرة» وغيرهم من التنظيمات، لتنفيذ مخططاته الرامية لغزو جيرانه وتنفيذ أطماعه..!!
ورغم كل ذلك، يخرج علينا أحقر فصيل شهده تاريخ الأمتين الإسلامية والعربية، جماعة الإخوان، للدفاع عن تركيا باعتبارها الدولة حامية الإسلام والمسلمين، بينما تركيا فى الأصل قوة شيطانية لا مثيل لها على الخريطة الجغرافية، وكما قال عنها، العالم المصرى العبقرى، الدكتور جمال حمدان، فى كتابه «شخصيات مصر وتعدد الأبعاد والجوانب»: تركيا ومصر مشابهات على السطح قد تغرى بالمقارنة، فتركيا بين آسيا وأوروبا، مثلما مصر جسر بين آسيا وأفريقيا، بل إن الجسم الأكبر فى كل منهما يقع فى قارة، بينما لا يقع فى القارة الأخرى إلا قطاع صغير «سيناء وتراقيا» على الترتيب، وفى كلا الحالين إنما يفصل بينهما ممر مائى عالمى خطير، أضف إلى ذلك التناظر القريب فى حجم السكان.
ويفجر الدكتور جمال حمدان، قنبلة، عندما يؤكد أنه ورغم كل هذا التشابه بين البلدين، فإنه تشابه مضلل لأنه سطحى، وسطحى لأنه جزئى، فربما ليس أكثر من تركيا نقيضا تاريخيا وحضاريا لمصر من الاستبس كقوة «شيطانية» مترحلة، واتخذت لنفسها من الأناضول وطنا بالتبنى، وبلا حضارة هى، بل كانت «طفيلية» حضارية خلاسية استعارت حتى كتابتها من العرب.
ويسترسل جمال حمدان فى وصف الدولة المشوهة ومنزوعة الجذور الحضارية والتاريخية، عندما قال نصا فى كتابه: «ولكن أهم من ذلك أنها تمثل قمة الضياع الحضارى والجغرافى، غيرت من جلدها وكيانها أكثر من مرة، الشكل العربى استعارته ثم بدلته بالشكل اللاتينى والمظهر الحضارى الآسيوى نبذته وادعت الوجهة الأوروبية، أنها بين الدول بلا تحامل، الدولة التى تذكر بـ«الغراب» يقلد مشية الطاووس، وهى فى كل أولئك النقيض المباشر لمصر ذات التاريخ العريق والأصالة الذاتية والحضارة الانبثاقية... إلخ».
هنا وضح الدكتور جمال حمدان رؤيته واستطاع التوصل إلى توصيف علمى موثق للدولة التركية، فى كتاب صدر عام 1967 أى منذ ما يقرب من 51 عاما، حتى لا يخرج البعض ليؤكد أن سبب هذا التوصيف لوريثة الدولة العثمانية، الآن ويأتى فى ظل احتضانها جماعة الإخوان، وحلفائها وكل أعداء مصر!!
بالطبع، مصر ظلت وستظل تمثل للأتراك كل العقد وليس عقدة وحيدة، فهى الدولة التى يحتسب عمرها بعمر هذا الكون، بينما تركيا بلا تاريخ، ووطن بالتبنى، يفتقد كل القيم الحضارية والمكونات الأخلاقية، لذلك.. نتعجب من هؤلاء الذين ينتظرون من رجب طيب أردوغان ونظامه وحزبه الإخوانى، أن يتدثر بالقيم الأخلاقية فى تعامله السياسى مع الدول ومنها مصر!.. بالطبع، فاقد الشىء لا يعطيه!!
ولك الله ثم جيش قوى وشعب صبور يا مصر!!