طبول الحرب تدق فى الشرق الأوسط، وعلى الجميع أن ينتبه إليها ويتنبأ بأخطارها وعواقبها، فقد بدأت الشرارة مع اغتيال قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى الإيرانى قاسم سليمانى، الأسبوع الماضى، إلا أن رد طهران يستحق الدراسة والمراجعة، فقد شنت هجوما واسعا على قاعدتين فى العراق خاضعتين للنفوذ الأمريكى، وبهما قوات متعددة الجنسيات.
المعلومات الخاصة بالهجوم الإيرانى على القواعد الأمريكية مختلفة ومتضاربة، لذلك سأرصد فى السطور التالية تسلسل الأحداث وما تواتر من أخبار عن مصادر رسمية حول تلك الهجمات، من باب التوضيح والتعليق على الموقف، فى قراءة متأنية لما يحدث.
- إيران شنت مجموعة من الهجمات على قاعدة عين الأسد فى الأنبار غرب العراق، فجر اليوم الأربعاء، من خلال صواريخ استراتيجية بعيدة المدى من طراز قيام 1 - وذو الفقار، التى يصل مداها إلى 800 كيلومتر، وهذه القاعدة تضم جنودا من أمريكا وعدد كبير من الدول وقد أعلنت كل من الدنمارك وكندا واستراليا ونيوزيلاندا، أن عناصرها فى قاعدة عين الأسد لم تتعرض لأى إصابات.
- تزامن مع الهجوم على قاعدة عين الأسد، ضربات قرب مطار عاصمة إقليم كردستان فى أربيل، حيث تم الاستهداف بصاروخين، الأول لم ينفجر والآخر سقط فى منطقة أراضى زراعية مجاورة للمطار، وذلك وفق رواية الداخلية فى إقليم كردستان، التى أكدت أن الضربات لم تسفر عن وقوع قتلى أو مصابين.
- أعداد الصواريخ التى تمت بها الضربات غير محددة، فالجانب الأمريكى يقول على لسان البنتاجون إنها 12 صاروخا، بينما تذكر مصادر عراقية أنها 22 ، سقط منهم 17 على قاعدة عين الأسد فى الأنبار، إلا أن إيران لم تعلن رسميا أعداد الصواريخ التى تم إطلاقها.
- التلفزيون الإيرانى أعلن أن حصيلة العملية التى نفذها الحرس الثورى، 80 قتيلا من القوات الأمريكية فى العراق، إلا أن أمريكا نفت تلك التصريحات من خلال قناة سى ان ان وأكدت أن القوات تلقت تحذيرا قبل الهجمات والجنود دخلوا الملاجئ قبل القصف.
- الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ذكر فى تغريدة عبر تويتر أن تقييم الأضرار إيجابى، وكل شيئ على ما يرام، إلا أنه لم يعلن بشكل رسمى حجم الخسائر المادية والبشرية حتى الآن.
- الحرس الثورى الإيرانى هدد من خلال بيان له اليوم بتوسيع نطاق الضربات لتشمل 100 هدف لأمريكا وحلفائها فى المنطقة حال ما ردت الولايات المتحدة على الهجمات الأخيرة، فى تحد واضح لأكبر قوة عسكرية فى العالم.
- البنتاجون أكد أنه يعمل على تقييم الخسائر التى تم تسجيلها فى القاعدتين، ويدرس الرد على الهجوم الصاروخي الإيرانى، إلا أن الصمت مازال يسيطر على الموقف فى الولايات المتحدة.
- الوضع على الأرض مازال ينذر بالكثير من التبعات على الشرق الأوسط والمنطقة العربية بأكملها، خاصة أن الأمر لن يتوقف عند حدود الضربة الإيرانية، بما يحمل مخاطر عديدة تتعلق بأسعار النفط وإنتاجه خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى تأثر البورصات العربية سلبيا بما يحدث.
- يتوقع الخبراء أن تنفذ أمريكا عملية سريعة ردا على ماحدث فجر اليوم، وقد تم إلغاء كلمة للرئيس الأمريكى - يبدو أن الإلغاء لهذا السبب - بما يؤكد أن عملية أمريكية وشيكة ضد طهران ستحدث خلال الساعات القليلة المقبلة.
- ما يحدث من اضطرابات فى الشرق الأوسط سيجعل جيوش المنطقة فى حالة يقظة واستعداد دائم، تحسبا لوقوع أى هجمات مفاجئة، كالتى شنتها إيران على عين الأسد وأربيل فجر اليوم.