يبدو أن لحى الساسة حول العالم تلفت الانتباه وتعد مصدر جذب من نوع خاص، فبعد أن عاد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو من إجازته الشتوية بلحية جديدة، ونشرت صورة رسمية له باللحية، انضم إلى قائمة متزايدة من السياسيين الذين أكسبتهم لحيتهم سحرا خاصا، بحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى".
جاستين ترودو
وفي الصورة الصادرة عن مكتب ترودو ، يحدق بجدية في الأفق ، ويظهر خط الفك والذقن وهما مغطان بشعر أسود يتخلله اللون الأبيض. وأوضحت "بى بى سى" أن هذه ليست المرة الأولى التى يطلق فيها السياسي الكندي لحيته، فقبل أن يصبح رئيسا الوزراء ، كان لديه شاربا ولحية التيس.
واعتبرت "بى بى سى" أن شعر الوجه هو أمر نادر الحدوث في السياسة الحديثة بحيث يلاحظ الناس عندما يقرر زعيم سياسي ما أن تنمو لحيته.
في بعض أنحاء العالم ، يمكن أن يشير شعر الوجه إلى أكثر من مجرد أسلوب شخصى. ففى الولايات المتحدة، يُنظر إلى اللحى على أنها تحول سياسي للناخبين منذ عقود وملجأ للمرشح المهزوم.
احتل المرشح الرئاسي الأمريكي السابق آل جور عناوين الصحف بعد ظهوره عام 2001 بعد هزيمته المريرة في الانتخابات بلحية كاملة وصفت بـ "لحية المنفى" ، وكانت موضوع تحليلات ونقد مكثف.
بول راين
وعندما نشر رئيس مجلس النواب الأمريكي السابق بول ريان صورة على انستجرام عام 2015 ، أشار إلى أنه كان أول رؤساء المجلس الذين تكون لهم لحية منذ ما يقرب من 100 عام ، وقراره بالتخلى عن مظهره ذى الحلاقة النظيفة تسبب فى ضجة.
ووفقا لبحث أجرته ربيكا هيريك أستاذ العلوم السياسية بجامعة أوكلاهوما حوالى 5٪ فقط من أعضاء الكونجرس الأمريكي كان لديهم لحى أو شوارب في ذلك الوقت.
تيد كروز
كما أثارت لحية السناتور الجمهوري تيد كروز ، التي ظهرت لأول مرة في عام 2018 ،اهتمام شبكة الإنترنت لعدة أسابيع.
ومن ناحية أخرى، يعرف رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بلحيته البيضاء المميزة، واهتمت وسائل الإعلام في البلاد بتسليط الضوء على وجود 18 من وزراءه الـ 58 الذين تم تنصيبهم فى حكومته الجديدة في الصيف الماضى بلحى.
تاتشر
في المملكة المتحدة، عندما كانت مارجريت تاتشر رئيسة للوزراء ، أدى كرهها لشعر الوجه إلى اتهامات لها بـ"كراهية اللحى".
لكن في الآونة الأخيرة، كان زعيم حزب العمال المنتهية ولايته جيريمى كوربين أول رجل ملتح يرأس حزبًا سياسيًا بريطانيًا منذ عام 1908.
وفي كندا ، كان آخر ثلاثة من قادة الحزب الديموقراطى الفدرالى الجديد ذي الميول اليسارية في البلاد كان لديهم لحى، بما فى ذلك الزعيم الحالى جاجميت سينج ، وهو من السيخ الملتزمين حيث يرتدى العمامة ويطلق اللحية كجزء من عقيدته.
ومع ذلك ، واجه سلف سينج ، توماس مولكير ، دعوات لحلق لحيته عندما تولى قيادة الحزب ، كما ذكرت جلوب آند ميل.
كان آخر رئيس وزراء كندي يطلق شعر الوجه هو السير روبرت بوردن في أوائل القرن العشرين.
وليس من الواضح ما إذا كانت لحية ترودو ستصبح دائمة أم أنه سيحلقها قبل عودة النواب إلى أوتاوا في أواخر يناير.
وقالت لين ماكاي ، من شركة ماكاي بيرن جروب للاستشارات ، لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "سواء كانت لحية ما بعد الإجازة مؤقتة أم لا. يبدو أكثر نضجا ، خاصة مع ظهور اللون الرمادي ".
وتولى رئيس الوزراء البالغ من العمر 48 عامًا السلطة لأول مرة فى عام 2015 كوجه جديد في السياسة الفيدرالية الكندية وعلى الساحة العالمية.
بعد سلسلة من الأزمات والفضائح السياسية، واجه معركة صعبة أخيرة لإعادة الانتخاب انتهت باحتفاظه بالسلطة.
قالت ماكاي: "إنه لا يبدو شابا للغاية مع هذه اللحية". "من المؤكد أنه يبدو رجل دولة متمرس".
وأشارت إلى أن شعر الوجه شهد انتعاشا في السنوات الأخيرة.
كمستشارة في عالم الأعمال في الثمانينيات ، قالت إن مظهر الحلاقة النظيفة يُنظر إليه بأنه مؤشر على الانفتاح والنزاهة.
وأضافت "لقد تغيرت الأمور منذ ذلك الوقت. واللحى مقبولة للغاية فى عالم الأعمال ، لذلك أعتقد أنه انتقال طبيعي لرؤيتها تنتقل إلى السياسة".
إنها أيضًا واحدة من الطرق القليلة للرجال للتعبير عن أنفسهم بأسلوبهم "وإظهار القليل من الفردية".