قبل التطورات الأخيرة التى وقعت الأسابيع الماضية على صعيد التوتر الإيرانى الأمريكى، كان أغلب المراقبين يتوقعون أن سيناريوهات التصعيد المحتملة بين البلدين ستتعلق على الأغلب بالبرنامج النووى لطهران، لاسيما وأن الرئيس دونالد ترامب تبنى نهجا متشددا إزاء طهران وانسحب من الاتفاق النووى.. لكن أحدا لم يعتقد أن اسما مجهولا سيكون السبب فى اشتعال أكبر توتر بين الولايات المتحدة وطهران منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
نورس حميد، هو هذا الرجل الذى ربما يذكر التاريخ اسمه كشرارة اندلاع حرب إقليمية جديدة فى الشرق الأوسط. حيث قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن حميد هو المتعاقد الدفاعى الأمريكى الذى استشهد الرئيس ترامب بمقتله الشهر الماضى لبدء سلسلة الأحداث التى أسفرت حتى الآن عن قتل قاسم سليمانى وضرب قاعدتين عسكريتين أمريكتين فى العراق.
حيث أوضح تقرير الصحيفة أن نورس حميد مترجم ولد بالعراق وعاش فى مدينة ساكرامينتو. كان يبلغ من العمر 33 عاما، وأصبح مواطنا أمريكيا فى عام 2017، بحسب ما قالت أرملته. وكان أب لولدين فى الثامنة والثانية من العمر.
وفى السنوات الأخيرة، وبعد عمله مترجما للقوات الأمريكية فى العراق،، عرف عن حميد أنه يزين حياته بصور طفليه. لكنه قتل فى 27 ديسمبر الماضى عندما قالت القوات الأمريكية إن ميليشيا تابعة لإيران أطلقت صواريه على قاعدة عسكرية قرب مدينة كركوك شمال العراق.
ودفع هذا الهجوم الرئيس ترامب إلى شن هجمات صاروخية ضد جماعة كتائب حزب الله العراقية المدعومة من إيران، وتلاحقت الأحداث بعد أن حاول أنصار الجماعة المسلحة اقتحام السفارة الأمريكية فى بغداد، ثم الضربة الانتقامية التى قامت بها واشنطن وقتلت فيها قائد فيلق القدس الإيرانى قاسم سليمانى.
استغل ترامب موت حميد، ليجدد هجومه على إيران. فكتب فى تغريدة فى 31 ديسمبر يقول "إن إيران قتلت متعاقدا أمريكيا وأصابت آخرين.. رددنا بقوة وسنفعل دائما. الآن إيران تدبر هجوما على السفارة الأمريكية فى العراق، سيحاسبون بالكامل على هذا. إضافة غلى ذلك، نتوقع أن يستغل العراق قواته لحامية السفارة".
تم إعادة جثمان حميد إلى الولايات المتحدة ودفن يوم السبت فى المدينة التى كان يقيم بها، بحسب ما قالت أرملته نور الخليلى فى تصريح لواشنطن بوست.
وذكرت صحيفة ساكرمنتو المحلية أن حميد دفن فى مقابر المسلمين بالمدينة وتحملت الشركة التى كان يعمل بها مصروفات جنازته.
ووصفت شركة فالينت التى كان يعمل بها المتعاقد حميد بانه كان عضوا محترفا للغاية فى الشركة يعتز به زملاؤه ويقدرونه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة