تجربة جديدة وفريدة من نوعها، تلك التي تجمع بين النادى الأهلى والمدرب الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني الذى يخلف السويسرى فايلر في قيادة الفريق، كأول مدرب أفريقي يقود الفريق الأحمر في سابقة لم تحدث من قبل.
يبقى أهم ما في التجربة أن المدرب الجديد شارى النادى الأهلى ويدرك قيمته، فكان الأمر بمثابة حلم له وتحقق وهو ما يجعله مؤهلاً على الأقل نفسيًا ومعنويًا ليقود أبناء الجزيرة.. ليظهر مختلفًا عن فايلر الذى باع النادي في أول محطة، وحسنًا فعل الأهلى برحيله ليس لشيء سوى لطريقة تعامله الغامضة في ملف تجديد تعاقده، وزاد عليه بتصرفه غير اللائق بترك المؤتمر الصحفى عقب مباراة الترسانة اعتراضا على سؤال حول رحيله ليختم ظهوره بمصر بصورة سيئة.. وإن كان هذا لا ينكر دوره الملحوظ على المستوى الفني وتطويره النوعى للأهلى بعد مرحلة الضياع مع لاسارتى، لكنه لم يشأ لتجربته أن تكتمل وأعدم طموحه فى مهده بعد بداية كانت مبشرة.
الاختيار في حد ذاته موفق بنسبة كبير.. إذ يملك موسيماني من الدوافع الكثير لتحقيق النجاحات والفوز بالبطولات، كما يحظى بخبرات كبيرة في القارة السمراء وله رصيد كبير في المسابقات الأفريقية من واقع تجربته الثرية مع صن دوانز على مدار ثمانى سنوات ماضية حقق خلالها 11 بطولة ، وهو ما يحتاجه الأهلى في الوقت الحالي مع قرب موعد موقعة نصف نهائي دورى أبطال أفريقيا أمام الوداد المغربي.
*إضافة إلى غرابة التجربة ودوافعها بالنسبة للطرفين.. حين يأتى الحديث عن الفنيات، نجد الأمور بعيدة كل البعد عن المعايير ولا يجوز إطلاق أحكام مبكرة أو تقييم التجربة قبل بدايتها.. ولكن عندما يطرح الأمر للنقاش نجد الآتى.
أفكار تكتيكية كثيرة تملأ عقل موسيمانى الذى يستلهم في خططه التنوع والتشعب، دون الاعتماد على طريقة معينة أو ثابتة في كل المباريات والتي تختلف باختلاف المنافس.. لكن هذه الأفكار مع كثرتها، هل تناسب الأهلى وتتوافق مع شخصيته الحالية وكواليتى اللاعبين المتواجدين بصفوفه؟.
موسيمانى ركيزته الأساسية الهجوم ثم الهجوم ثم الهجوم، وهو ما يناسب الأهلى ظاهريًا باعتباره يلعب دائمًا على الفوز مهما كان المنافس.. فى المقابل تظهر ديفوهات في خطوط دفاعاته نتيجة الاندفاع الهجومي المبالغ فيه، ما قد يكلف الأهلى اهتزاز شباكه بشكل غير معتاد للفريق الأحمر.
موسيمانى يلعب دائما بطريقة 4 – 4 – 2 بالاعتماد على رأسى حربة، وهى الطريقة التي حاول فايلر الاعتماد عليها بعض الوقت ولكنها لم تنجح بشكل كبير في وجود بادجى ومروان محسن، فكيف سيتعامل المدرب الجنوب أفريقي مع الموقف؟ وهل من الممكن أن يعتمد على لاعبين أخرين بخلاف مروان وبادجى؟.
ويلجأ موسيمانى في بعض الأحيان إلى طريقة 4 - 5 - 1 أو 4-4-1-1، ومعها يلجأ إلى تكليفات من نوع خاص للاعبي وسط الملعب والأطراف للمساهمة في الوصول إلى مرمى المنافس، باستغلال انطلاقات الأجنحة والظهيرين خلف دفاعات المنافس.. فهل لاعبو الأهلي لديهم القدرة على تطبيق فكر مدربهم الجديد؟، لاسيما أن الفترة الحالية يعيش الأهلى أزمة في توافر اللاعبين السوبر في أغلب المراكز، ما قد يعطل أفكار المدرب الجنوب أفريقي.
موسيمانى، يعتمد على اللعب السريع بشكل منظم ومن لمسة واحدة خاصة في الهجمات المرتدة، ومن ثم سهولة الوصول إلى مرمى المنافس في أقل وقت ممكن، وهو ما يتطلب جهد بدنى كبير وسرعة في رد الفعل داخل الملعب دون تباطأ في تنفيذ التعليمات.
موسيمانى يحتاج إلى نوعية خاصة من اللاعبين يمتلكون مرونة تكتيكية، خصوصًا أنه يعتمد على توظيف مختلف للاعبين.. مثلاً في بناء الهجمة يعتمد على عودة أحد المهاجمين للخلف مع وجود ثلاثة لاعبين آخرين في اتجاهات معاكسة لاستقبال الكرة في عمق دفاعات الخصم وعلى الأطراف، لإثارة الربكة في نفوس لاعبى المنافس.. فهل هذا الأسلوب مناسب للأهلي ويستطيع لاعبيه تنفيذه بما يحقق الهدف منه؟.
موسيمانى يجيد بشكل كبير أمام الفرق التي تلعب كرة هجومية، ويستطيع التفوق عليها بأريحية، لكنه في المقابل لا يحبذ مواجهة الفرق الدفاعية أو التي تعتمد على ركن الحافلة، ودائمًا ما يسخر منها بعبارة إيقاف الحافلة.. وهو ما قد يجعله يعانى في بعض المباريات بالدوري المصري أمام بعض الفرق مثل حرس الحدود وإنبى ومن يلعبون بنفس الطريقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة