يبدو أن المتحدث العسكرى الاسرائيلى أفيخاى أدرعى، يسير على نهج اباءه واجداده فى تزييف الحقائق والكذب ثم الكذب حتى يتوهم انه الصدق فيفرح بها ويروج لها ...وتلك امانيهم دائما ..لكن شمس الحقيقة ستبقى ساطعة جلية تشوى جباه وتعمى عيون من اراد اخفاء نارها ونورها تحملها ذاكرة جيل وراء جيل مهما حاول افيخاى ومن قبله ومن بعده.
أجيالنا لن تنسى يا أدرعى انسحاقكم وهزيمتكم المذلة وفضيحتكم العسكرية فوق رمال سيناء فى السادس من اكتوبر 1973 المجيد والعظيم ..الذاكرة المصرية والعربية لم ولن تنسى انهيار الوهم والاسطورة الذائفة لجيش بيجامات الكستور وقادته المغرورين الذين بكوا كالنساء وذرفوا الدمع واستغاثوا بالماما اميركا خوفا على بقاء اسرائيل وعلى ان يصل القتال مع وحوش وابطال الجيش المصرى الى داخل شوارع تل ابيب.
أكذب كما تشاء يا افيخاى فلن يصدقك حتى قادتك الذين سطروا اعترافاتهم بالهزيمة الساحقة الماحقة أمام المصريين فى كتاب المحدال أو التقصير باللغة العربية مادمتم تتعلم وتتهجى العربية ..فهل قرأته ..أظنك لم تقرآه ..وهل قرأت وثائق لجنة اجرانات للتحقيق فى هزيمة" الجيش الذى لا يقهر" فى حرب أكتوبر وانهياره فى 6 ساعات والفزع من ضياع اسرائيل.
الاجيال الجديدة لن تنسى انتصار جيشها العظيم وعبوره الأسطورى للقناة واحتلاله لنقاط خط بارليف الحصينة وعبور أكثر من 120 ألف بطل مصرى فى أقل من 24 ساعة ليزحفوا ويطاردوا فئرانكم المذعورة التى استسلمت ولبست "البيجامات الكستور" المصرية الشهيرة.
أعرف انك لم ولن تنسى تلك الايام ..وانت كنت ناسى نفكرك تاني وتالت ورابع وخامس ..نفكرك بالمموه" اللى بتخافوا منه" وأذاقكم مرارة الهزيمة فى الاستنزاف واكتوبر ولا افكرك بطائراتكم التى تساقطت كالذباب فوق سيناء والاراضى المصرية بفضل حائط الصواريخ ومهارة نسور الجو المصريين..افكرك بدباباتكم التى تحولت الى قطع من الحديد الخردة وأصبحت " مراجيح " لأطفال سيناء و مواقع لالتقاط الصور التذكارية الشاهدة على زيف أسطورتكم الوهمية مع حصون خط بارليف..انا شخصيا التقطت صور خاصة بداخلها وأمامها عام 83 .
ثم لا بد من تذكيرك بالصورة الايقونة – من بين مئات الايقونات- فى حرب أكتوبر..هل تعرفها أو تتذكرها... افكرك بها
فاكر صورة الرائد البطل- وقتها زغلول فتحى قائد الكتيبة ٤٣ صاعقة المكلفة باستعادة نقطة بور توفيق..عرف حصل ايه
بعد انتصاره و استعادة نقطة بور توفيق أصر أن يكون استسلام العدو بتنكيس و تسليم العلم الإسرائيلي و ليس برفع الراية البيضاء كما هو معروف ..
في الصورة الملازم أول الصهيونى شلومو أردنست و خلفه أربعة ضباط إسرائيلين و هو يتقدم إلى حيث يقف القائد المصري و يؤدي له التحية العسكرية بيده اليمنى وتبدو علي وجهه علامات الهزيمة والإستسلام ويقدم له علم غطرسة كيانهم الغاصب مطويا باليد الأخرى.. في سابقة لم تحدث في العالم من قبل حيث يكون الاستسلام عادة برفع الراية البيضاء ..وهى الصورة التى يكرهها كيانكم
واترك لك البطل زغلول يحكى لك القصة.. فى إحدى المرات التى كان يقوم فيها بالإستطلاع مع قائده العقيد فؤاد بسيونى شاهدا جنودا إسرائيليين يغيرون علم إسرائيل بآخر جديد فقال له القائد إنظر وهو يشتاط غضبا وغيظا لأنهم يغيرون العلم وكأنهم يقولون لنا إنهم لن يرحلوا من هنا فقال الرائد زغلول لقائده إهدأ يافندم إن شاء الله سأهديك هذا العلم فى يوم ما وأثناء مروره مع الضباط الإسرائيليين أثناء تسليم حصن لسان بور توفيق تذكر الرائد زغلول هذا الموقف فقال لشلومو أردنيست أين العلم الإسرائيلى فأحضره وأدى التحية العسكرية له وسلمه العلم وقام مصور الأخبار مكرم جاد الكريم بإلتقاط هذه الصورة التى يحتفى بها المصريون وفى هذه الأثناء كان قائد المجموعة قد أصيب فذهب إليه الرائد زغلول فى المستشفى وأعطاه العلم الإسرائيلى الذى وعده به فسعد سعادة بالغة وقال له سلمه إلى اللواء عبدالمنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني فذهب به إليه فرحب به وأحسن إستقباله وهنأه علي مافعله هو وكتيبته حتي تم الإستيلاء علي حصن لسان بور توفيق وفي الحقيقة فإن هذه الصورة تعد معجزة عبقرية وكانت كفيلة بمفردها بمحو أجزاء كبيرة من هزيمة الخامس من يونيو عام 1967م فقد غسلت ما حاق بالأذهان جراء الدعاية الصهيونية التى طالما أشبعت الجندى المصرى سخرية بعد حرب الأيام الستة التى دفع فيها ثمن أخطاء كارثية لقيادته دون أن تتاح له فرصة حقيقية للتعبير عن نفسه كمقاتل صعب المراس ويكفينا للمقارنة مابين طبيعة المقاتل المصرى وعقيدته القتالية وبين طبيعة وعقيدة المقاتل الإسرائيلي أن المقاتلين الإسرائيليين في موقع حصن لسان بور توفيق لم يتحملوا سوى أسبوع واحد فقط من الحصار وإستسلموا مع توافر إمكانيات المعيشة لديهم والتي من الممكن أن تكفيهم لمدة أسبوع آخر علي الأقل بينما تحمل المقاتل المصرى حصار لمدة 114 يوم في موقع كبريت دون طعام أو ماء أو إمدادات ولم يستسلم الرجال والذين كان يقودهم البطل الشهيد المقدم إبراهيم عبد التواب بل كانوا هم الذين يبادرون بالهجوم علي قوات العدو الإسرائيلي التي تحاصرهم وعلي الرغم من نفاذ التعيين تماما بعد مرور 10 أيام من حصار الموقع والحرب النفسية التى كانوا يتعرضون لها من خلال مكبرات الصوت وإغراءات العدو الإسرائيلي التى يبثها ليلا ونهارا بتقديم المياه والطعام لهم مقابل تسليم الموقع إلا أن كل هذا زاد من تصميمهم على التمسك بالموقع وعدم التفريط فيه مهما كان الثمن .
ويبدو انك يا ادرعى لم تقرأ يوميات الجنرال المهزوم يسرائيل تال الذى كان نائبا لرئيس أركان حرب الجيش الإسرائيلى أثناء حرب أكتوبر عام 1973م ونشرتها صحيفة معاريف العبرية على موقعها الإلكترونى فى أواخر شهر سبتمبر عام 2012م لأول مرة والتي تناولت إستسلام القوة الإسرائيلية فى حصن لسان بور توفيق الذى أطلق عليه الإسرائيليون حصن الرصيف ويعتبر أحد أكثر حصون بارليف تحصينا حيث كتب تال إنه في يوم 11 أكتوبر عام 1973م كانت القيادة الإسرائيلية قد عهدت إلى سلاح البحرية الإسرائيلي بإنقاذ رجال حصن الرصيف خاصة أنه لم تعد هناك فرصة لصد هجوم المصريين وفى الساعة الثامنة مساءا توجهت قوة بحرية مؤلفة من ستة زوارق مطاطية وثلاثة لنشات إلى الحصن لكنها جوبهت بإطلاق نار عنيف من المدفعية المصرية من عيار 130 مليمتر وهنا أدركت قيادة المنطقة الجنوبية الإسرائيلية أن المهمة لا يمكن تنفيذها وإضطرت القوة البحرية إلى الإنسحاب وكان رأى نائب رئيس الأركان ضرورة أن تستسلم القوة المحاصرة لجنود الصاعقة المصريين وفى ليلة الثانى عشر من شهر أكتوبر عام 1973م أجرت قيادة المنطقة الجنوبية إتصالا بقائد الحصن الملازم أول شلومو أردينست وطلبت منه تقريرا عن الوضع فافادها بإزدياد الأوضاع سوءا ولذلك تركت لشلومو حرية إصدار القرار بالإستسلام ولكنه رفض وطلب بسرعة إرسال قوة لإنقاذ الجنود المحاصرين وفى صباح يوم 12 أكتوبر عام 1973م عاودت القيادة الجنوبية الإتصال بقائد الحصن وأمرته بالإستسلام للمصريين لكنه أراد الإستسلام للصليب الأحمر الدولي وكانت مخاوف الإسرائيليين أن يرفض المصريون إستسلام القوة الإسرائيلية للصليب الأحمر بإعتبار أن الصليب الأحمر مسئول عن الأسرى وليس عن إستسلام القوات وفي ليلة 12/13 أكتوبر عام 1973م .يقول الجنرال تال تم إبلاغنا من قبل الصليب الأحمر الدولي بموافقة المصريين على إستسلام القوة الإسرائيلية للصليب الأحمر ولكن بشرط أن يتسلم مندوب الصليب الأحمر الجنود المستسلمين عند الضفة الغربية للقناة فوافق وزير الدفاع موشيه ديان والجنرال دافيد اليعازر رئيس الأركان على الشرط المصرى وفي صباح يوم 13 أكتوبر عام 1973م إستسلم جنود حصن الرصيف فى حضور مندوبى الصليب الأحمر الدولي وقد بلغ عدد الأسرى 37 بينهم 20 جريحا
العب غيرها يا ادرعى ..انتصار ايه اللى انت جاى تقول عليه...فقد انسحبتم من سيناء بقوة السلاح وقوة الحق أيضا..ياريت تغير الصنف اللي بتشربه..!!